الأليم موضع (١) البشرى بالنعيم، ويجوز أن يكون المعنى: فأخبرهم؛ لأن أصل البشرى: ما يظهر في بشرة الوجه من فرح أو غم، إلا أنه أكثر (٢) في الفرح، وكلا القولين بما مضى الكلام فيه (٣).
وقوله:{يَوْمَ يُحْمَى}: قال الأصمعي: "أحميت الحديدة في النار فأنا أحميها إحماءً حتى حميت تحمى (٤) حميا"(٥)، وذلك إذا أوقدت عليها، وقوله:{عَلَيْهَا} ليس منه (٦) صلة الإحماء؛ لأنه يقال: أحميت الحديدة ولا يقال: على الحديدة، إلا إذا جعل (على) من صلة معنى الإحماء، وهو الإيقاد فمعنى قوله:"يحمى عليها" أي يوقد عليها، أنشد ابن السكيت (٧):
إن كنت جلمود بصر (٨) لا أؤبسه ... أوقد عليه فأحميه فينصدع (٩)
(١) في (ى): (مع). (٢) في (م): (كثر). (٣) انظر: "تفسير البسيط" البقرة: ٩٧. (٤) ساقط من: (ى). (٥) اهـ. كلام الأصمعي، انظر: "تهذيب اللغة" (حمي) ١٠١٣. (٦) ساقط من (ح). (٧) انظر: "تهذيب إصلاح المنطق" ص٨٣، و"تهذيب اللغة" (أبس) ١/ ١٠٧. (٨) في (ح): (نصرًا)، وهو خطأ. (٩) البيت لعباس بن مرداس. انظر "ديوانه" ص ٨٦، و"تهذيب إصلاح المنطق" ص ٨٣، و"لسان العرب" (أبس) و (بصر). والجلمود: الصخر الغليظ، والبصر: الحجارة الرخوة تضرب إلى البياض، =