وقال قتادة (٢) والربيع (٣): أراد بـ {وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}: المؤمنين، وعلى هذا كأنه لم يعتدّ بغيرهم، كما تقول: المؤمنون هم الناس (٤).
وقال السدي: لا يتلاعن اثنان مؤمنان ولا كافران، فيقول أحدهما: لعن الله الظالم، إلا وجبت تلك اللعنة على الكافر؛ لأنه ظالم، وكل أحل من الخلق يلعنه (٥).
١٦٢ - قوله تعالى:{خَالِدِينَ فِيهَا} معنى الخلود: اللزوم أبدًا، ومنه يقال: أخلد إلى كذا، أي: لزمه، وركن إليه (٦). والعامل في الخالدين: الظرف من قوله (عليهم)؛ لأن فيه معنى الاستقرار، وهو حال من الهاء والميم في {عَلَيْهِمْ}، كقولك: عليهم المال صاغرين (٧)، ومثل هذه الآيات الثلاث:{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا}، {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ}، {خَالِدِينَ فِيهَا} في سورة آل عمران [الآيات: ٨٧ - ٨٩]، وذكرنا الكلام هناك بأبلغ من هذا.
وقوله تعالى:{وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} قال عطاء عن ابن عباس: يريد:
(١) من "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٣٦، ورواه الطبري ٢/ ٥٨، وابن أبي حاتم ١/ ٢٧١ عن أبي العالية، قال ابن أبي حاتم: وروي عن قتادة نحو قول أبي العالية، وينظر: "تفسير البغوي" ١/ ١٧٦. (٢) رواه عنه الطبري ٢/ ٥٨، وذكره ابن أبي حاتم ١/ ٢٧١، والثعلبي ١/ ١٣٠٦. (٣) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٢/ ٥٨. (٤) رواه ابن أبي حاتم ١/ ٢٧١ عن أبي العالية. (٥) رواه عنه الطبري ٢/ ٥٨، وابن أبي حاتم ١/ ٢٧١. ورجح الطبري العموم. (٦) ينظر: "المفردات" ص ١٦٠. (٧) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٥٩، "البحر المحيط" ١/ ٤٦٢.