وجمع ابن عباس بينهما فقال:(يريد: غضبًا وحزنًا)(٣). وقال الزجاج:(والأسف: المبالغة في الحزن والغصب)(٤). وذكرنا الكلام في هذا عند قوله:(غضبان أسفًا) في سورة الأعراف. وانتصابه يجوز أن يكون على المصدر، ودل ما قبله من الكلام على أنه تأسف، ويجوز أن يكون مفعولاً له أي: للأسف، كقولهم: جئتك ابتغاء الخير (٥).
وقال الزجاج:({أَسَفًا} منصوب؛ لأنه مصدر في موضع الحال)(٦). وفي هذه الآية إشارة إلى نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كثرة الحرص على إيمان قومه حتى يؤدي ذلك إلى هلاك نفسه بالأسف، والفاء في قوله:{فَلَعَلَّكَ} جواب الشرط، وهو قوله:{إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا} قدّم عليه، ومعناه التأخير.
٧ - قوله تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا} قال مجاهد: (ما عليها من شيء من البحار، والجبال، والأشجار، والنبات)(٧). والمعنى:
(١) "جامع البيان" ١٥/ ١٩٥، و"المحرر الوجيز" ٩/ ٢٣٣ عن قتادة، و"زاد المسير" ٥/ ١٠٥ عن ابن عباس وابن قتيبة، و"تفسير القرآن العظيم" عن قتادة ٣/ ٨١. (٢) "معالم التنزيل" ٥/ ١٤٤، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٨٢، وعزاه لابن أبي حاتم، و"فتح القدير" ٣/ ٣٨٥ بدون نسبة. (٣) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة انظر: "الكشف والبيان" ٣/ ٣٨٥ ب، و"المحرر الوجيز"، ٩/ ٢٣٣، و"معالم التنزيل" ٥/ ١٤٤، و"زاد المسير" ٥/ ١٠٥، و"الكشاف" ٢/ ٤٧٣، و"تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨١. (٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٦٩. (٥) انظر: "الكشاف" ٣/ ٣٨٠، و"البحر المحيط" ٦/ ٩٨، و"الدر المصون" ٧/ ٤٤٣، و"إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٢٦٦، و"إملاء ما من به الرحمن" ١/ ٣٩٤. (٦) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٦٨. (٧) "جامع البيان" ١٥/ ١٩٥، و"زاد المسير" ٥/ ١٠٥ - ١٠٦، و"الدر المنثور" =