قال الفراء:(ولم يقل: فتشقيا، لأن آدم المخاطب وفي فعله اكتفاء من فعل المرأة)(٣). يعني: أن أول الآية خطاب لآدم، وصرف الخطاب في آخرها إلى آدم لوفاق الفواصل، وكان في خطابه اكتفاء عن خطاب حواء كما قال:{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} اكتفى بالقعيد عن صاحبه.
١١٨ - قوله تعالى:{إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ}{إِنَّ} في موضع نصب بأن، كما تقول: إن لك مالا (٤). و {أَلَّا تَجُوعَ} بمعنى الشبع، كأنه قيل: إن لك الشبع فيها والاكتساء. قال الكلبي:(من لباس الثور)(٥).
قال ابن عباس:(يريد أن لك ما دمت في الجنة ألا تجوع فيها)(٦). (ولا تعرى) يقال: عَرِيَ فلان من ثوبه يَعْرَى عُرْيًا فهو عَارٍ وعُرْيَانٌ، والأنثى عُرْيَانَةٌ وعَرِيَةٌ والمصدر العُرِي وسمي العُرْيَان العُرِي (٧). ومنه الحديث: (أن
(١) "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٨، "زاد المسير" ٥/ ٣٢٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ٢٥٣. (٢) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٢، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٨، "زاد المسير" ٥/ ٣٢٨، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٨٦. (٣) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٩٣. (٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٩٣. "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٧٨، "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٥٩. (٥) ذكر نحوه الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٢٥ ب. (٦) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٢، "بحر العلوم" ٢/ ٣٥٧، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٩، "القرطبي" ١١/ ٢٥٣، "ابن كثير" ٣/ ١٨٦. (٧) فرس عري، أي: لا سرج عليه ولا غيره. يقال: دابة عري، وخيل أعراء، ورجل عريان، وامرأة عريانه إذا عريا من أثوابهما. =