قوله تعالى:{عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ} قال الفراء: من نصب (عاليهم)(٣) جعله كالصفة، نحو: فوقهم (٤)، والعرب تقول: قومك داخل الدار فينصبون داخل؛ لأنه محل (٥)، فـ (عاليهم) من ذلك (٦).
وقال أبو إسحاق: وهذا لا نعرفه في الظروف (٧)، ولو كان ظرفًا لم يجز إسكان (الياء)، ولكن نصبه على الحال من شيئين: أحدهما: على (الهاء)، و (الميم) في: (عاليهم)، المعنى: يطوف على الأبرار ولدان مخلدون عاليًا الأبرارَ ثياب سندس؛ لأنه قد وصف أحوالهم في الجنة، فيكون المعنى: يطوف عليهم في هذه الحال هؤلاء، ويجوز أن يكون حالاً من (الولدان). المعنى: إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا في حال علو الثياب إياهم (٨).
(١) في (أ): تلى. (٢) "الدر المنثور" ٨/ ٣٧٦ وعزاه إلى البيهقي في "البعث" ٢٣٧: رقم ٤٠١. وانظر: "المستدرك" ٢/ ٥١١ التفسير: سورة هل أتى، وقال عنه: صحيح، ووافقه الذهبي. (٣) قرأ بفتح الياء في "عالِيَهم" على أنه حال: ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، والكسائي. انظر: "الحجة" ٦/ ٣٥٤، "حجة القراءات" ٧٤٠، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" ٢/ ٣٥٤، "النشر" ٢/ ٣٩٦. (٤) بمعنى: فوقهم ثياب سندس. انظر: "معاني القرآن" ٣/ ٢١٨. (٥) محل: مصطلح كوفي يقابله عند البصريين: الظرف. انظر: "نحو القراء الكوفيين" ٣٤٧. (٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٨ - ٢١٩ بتصرف يسير. (٧) أي أن نصب (عاليهم) على الظرف، وهو مما لا يعرف في الظروف. انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٦٢. (٨) "معاني القرآن وإعرابه" ونقل الواحدي العبارة بنصها من كلام طويل.