البيات عند قوله:{إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ}[النساء: ١٠٨](١).
قوله:(وَأَهْلَهُ) قال ابن عباس: يريدون بني عبيد، وكانوا آمنوا معه (٢).
{ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ} قال مقاتل: يعني: ذا رحم صالح، إن سألونا عنه (٣).
وقال ابن عباس: يريدون قومه ولد عبيد، وهم: نفر من ثمود {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} ما قتلناه وما ندري من قتل صالحًا وأهله (٤). والمهلك يحتمل أمرين: يجوز أن يكون إهلاك أهله، ويجوز أن يكون الموضع (٥).
وروى أبو بكر عن عاصم:(مَهلَك) بفتح الميم واللام يريد: الهلاك، يقال: هلك يهلك مَهلَكًا، كما أن المصدر في: ضرب، يضرب مَضرَبًا بفتح الراء، ولكون المصدر مضافًا إلى الفاعل؛ كما تقول: هلاك أهله. وحكي أنه يقال: هلك بمعنى: أهلك، في لغة تميم، فيكون المهلَك على هذا مصدرًا مضافًا إلى المفعول به، وروى حفص بفتح الميم وكسر اللام {مَهْلِكَ} فيجوز أن يكون اسم المكان على: ما شهدنا موضع هلاكهم ومكانه فيكون المهلِك: كالمجلس في أنه يراد به موضع الجلوس، ويجوز
(١) أحال الواحدي في تفسير البيات عند هذه الآية على الآية ٨١، من سورة النساء، وهي قوله تعالى: {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} وفيها قال الوا حدي في تفسير البيات: قال الزجاج: كل أمر فكر فيه، وخيض فيه بليل، فقد بيت، يقال: هذا أمر قد بيت بليل، ودبر بليل، بمعنى واحد .. وهو قول أبي عبيدة وأبي العباس، وجميع أهل اللغة. (٢) قال الحسن: أهله: أمته الذين على دينه. تفسير الهواري ٣/ ٢٥٨. (٣) "تفسير مقاتل" ٦٠ ب. (٤) "تفسير مقاتل" ٦٠ ب. (٥) "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٢١٥.