قال أبو عبيد:(ومنه سمي الضَّيف ضيفًا، يقال: ضِفْت فلانًا إذا ملت إليه، وأضفته: إذا أَمَلْتَه إليك)(١). ومن الناس من فرق بين التضييف والإضافة، قال شمر:(سمعت رجاء بن سلمة (٢) يقول: التَّضيف الإطعام، تقول: ضيَّفته إذا أطعمتَه، وأضافه إذا لم يُطْعِمْهُ. وقال في هذه الآية معناه: فأبوا أن يطعموهما) (٣).
وقال أبو الهيثم:(هما عندنا بمعنى واحد)(٤). وقال الفراء في هذه الآية:(لو قرئت يُضيِفُوهُما كان صوابًا)(٥).
وقوله تعالى:{فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارً} هو الجَدْرُ، والجِدَارُ، ومنه الحديث:"حتى يبلغ الماء الجَدْرُ"(٦). ومكان جَدِير ومجدور: قد بني
= ما جاء في الأوقات التي لا يصلى فيها على الميت ولا يدفن ١/ ٤٨٦، والإمام أحمد ٤/ ١٥٢، وأورده الألباني في "إرواء الغليل" ٢/ ٢٣٦٨ وقال: صحيح. (١) "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ٢٢، "تهذيب اللغة" (ضاف) ٣/ ٢٠٨٠. (٢) رجاء بن أبي سلمة مهران أبو المقدام الفلسطيني، نزل البصرة ثم تحول إلى الشام، روى عن: عمر بن عبد العزيز، وعمرو بن شعيب، والزهري، وغيرهم، وروى عنه: ابن عون، وابن عبلة، وبشر بن المفضل وغيرهم وثقه العلماء، وكان من أفاضل أهل زمانه، توفي رحمه الله سنة ٦١ هـ , وله من العمر سبعين سنة. انظر: "الجرح والتعديل" ٣/ ٥٠٣، "الكشاف" ١/ ٣٠٨، "حلية الأولياء" ٦/ ٩٢، "تهذيب الكمال" ٩/ ١٦١، "تهذيب التهذيب" ٣/ ٢٣١ (٣) "تهذيب اللغة": (ضاف) ٣/ ٢٠٨١، "لسان العرب" (ضيف) ٥/ ٢٦٢٥. (٤) "تهذيب اللغة": (ضاف) ٣/ ٢٠٨١. (٥) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٥٥. (٦) أخرجه البخاري في "صحيحه" كتاب: الصلح، باب: إذا أشار الإمام بالصلح فأبي حكم عليه ٣/ ١٧١، ومسلم في "صحيحه" كتاب: الفضائل، باب: وجوب إتباعه -صلى الله عليه وسلم- ٤/ ١٨٢٩، وأبو داود في "سننه" كتاب: الأقضية أبواب: من القضاء =