واختاره الزجاج وقال:(هو الأجود عندي)(٢)، وهو اختيار ابن قتيبة (٣). وعلى هذا القول معنى قوله:{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} ما قاله القتبي: (وهو أنهم اختلفوا في لبثهم فقال الله: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ} الآية، ثم قال:{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} أي. وأنا أعلم بما لبثوا من المختلفين)(٤). وهذا معنى قول الزجاج، والكلبي:(قالت نصارى نجران: أما الثلاثمائة فقد عرفناها، وأما التسع فلا علم لنا بها، فنزلت:{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} (٥).
وقال كثير من أهل التفسير:(معنى قوله: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} أن أهل الكتاب قالوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أن الفتية من لدن دخلوا الكهف إلى يومنا هذا ثلاثمائة وتسع سنين، فرد الله -عز وجل- عليهم وقال:{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} بعد أن قبض أرواحهم المرة الثانية إلى يومنا هذا لا يعلم ذلك غير الله تعالى)(٦).