فِي كَهْفِهِمْ} الآية، ثم قال: كم لبث القوم؟ قالوا: ثلاثمائة سنة وتسع سنين، قال: فلو كانوا لبثوا ذلك لم يقل الله: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا}، ولكنه حكى مقالة القوم، فقال: سيقولون: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ} الآية (١).
وقال قتادة:(هذا قول أهل الكتاب، فرد الله عليهم بقوله:{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} قال: ويدل على صحة هذا قراءة ابن مسعود: قالوا لبثوا في كهفهم)(٢). ونحو هذا قال مطر الورّاق (٣)(٤).
القول الثاني: أن هذه الآية إخبار عن الله تعالى، أخبر عن قدر لبثهم في الكهف من يوم دخلوا إلى أن بعثهم الله وأطلع عليهم الخلق (٥)؛ وهذا قول مجاهد قال في هذه الآية:(هو عدد ما لبثوا)(٦)، ونحوه قال عبد الله بن عبيد بن عمير (٧)،
(١) "زاد المسير" ٥/ ١٣٠، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٩٥ وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه. (٢) "جامع البيان" ١٥/ ٢٣٠، و"معالم التنزيل" ٥/ ١٦٤، و"النكت والعيون" ٣/ ٣٠٠، و"المحرر الوجيز" ٩/ ٢٨٢، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٩٥. (٣) مطر بن طهمان الوراق، أبو رجاء الخراساني السلمي، مولى علي، من أهل البصرة، روى عن: أنس، وعكرمة، والحسن، وقتادة، وروى عنه: إبراهيم بن طهمان، ومعمر بن هشام، وشعبة، وغيرهم كثير، وكان من أكبر أصحاب قتادة، وثقه بعض العلماء، توفي سنة ١٢٥ هـ، وقيل غير ذلك. انظر: "الجرح والتعديل" ٨/ ٢٨٧، و"الكاشف" ٣/ ١٤٩، و"ميزان الاعتدال" ٤/ ١٢٦، و"تهذيب التهذيب" ١٠/ ١٥٢. (٤) "جامع البيان" ١٥/ ٢٣١، و"المحرر الوجيز" ٩/ ٢٨٢. (٥) "جامع البيان" ١٥/ ٢٣١، و"عالم التنزيل" ٥/ ١٦٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٨٦. (٦) "جامع البيان" ١٥/ ٢٣١، و"الكشف والبيان" ٣/ ٣٨٩ أ. (٧) عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، المكي، أبو هاشم، إمام تابعي مشهور، عرف بالصلاح والتقوى، وثقة العلماء، وروى لي الأربعة، ومسلم في "صحيحه"، =