حمل (أستدرجْ) على موضع الفاء المحذوفة من قوله: (فلعلي أصالحكم)، والموضع جزم، والحمل على الموضع كثير (١).
قوله تعالى:{يَسْئَلُونَكَ}، قال ابن عباس:(إن قومًا من اليهود قالوا: يا محمد أخبرنا عن الساعة متى تكون إن كنت نبيًا؟)(٢)، وقال الحسن (٣) وقتادة (٤): (هم قريش، لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: أسرَّ إلينا متى الساعة؟).
= المصون" ٥/ ٥٢٨، ونسبه ابن هشام في "المغني" ٢/ ٤٧٧ للهذلي، والبيت قاله في قوم جاورهم فأساءوا جواره يقول: أحسنوا لعلي أرجع إلى جواركم، وقول: فأبلوني، أي اصنعوا بي جميلاً، وأستدرج، أي أرجع أدراجي من حيث أتيت، ونويا: يريد نواي وهي النية، والمراد: الوجه الذي يقصده، والشاهد: وأستدرج، حيث جزم على المعنى على تقدير جزم أصالحكم. (١) ما تقدم قول أبي علي في "الحجة" ٤/ ١٠٩ - ١١٠ وأكثرهم على أنه جزم عطف على محل قوله: {فَلَا هَادِيَ لَهُ} وقيل: إنه سكون تخفيف لتوالي الحركات. انظر: "معاني القراءات" ١/ ٤٣١، و"إعراب القراءات" ١/ ٢١٦، و"الحجة" لابن خالويه ص ١٦٧، ولابن زنجلة ص ٣٠٣، و"الكشف" ١/ ٤٨٥، و"البحر" ٤/ ٤٣٣، و"الدر المصون" ٥/ ٥٢٨. (٢) أخرجه الطبري ٩/ ١٣٧ بسند لا بأس به، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٢٧٤، وزاد نسبته إلى (ابن إسحاق وأبي الشيخ) وذكره الثعلبي ٦/ ١٧ أ، والماوردي ٢/ ١٨٧، وابن عطية ٦/ ١٦٥ - ١٦٦، وابن الجوزي ٣/ ٢٩٧، والرازي ١٥/ ٨٠، والخازن ٢/ ٣٢١ عن ابن عباس، وهو في "سيرة ابن هشام" ٢/ ١٩٨ - ١٩٩ بلا نسبة. (٣) ذكره الماوردي ٢/ ١٨٧، والواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٨٠، والرازي ١٥/ ٨٠ , عن الحسن وقتادة. (٤) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٩/ ١٣٧ - ١٣٨ بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٢٧٤، وزاد نسبته إلى (عبد بن حميد) وذكره أكثرهم، واختار الطبري ٩/ ١٣٨، عدم التخصيص، ولا يبعد حصول السؤال من الجميع، أو أن اليهود أمروا قريش أن تسأل عن ذلك. والله أعلم.