وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}. قال:(يريد: بما أنزلت (٢) على محمد والنبيين قبله يصدّقون) (٣).
قال المفسرون (٤): (إن وقد بني إسرائيل سألوا الله تعالى فقالوا: {وَاكْتُبْ لَنَا} إلى قوله: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}. فسألوه النعمة في الدنيا والآخرة، وتقربوا إليه بالتوبة من المعاصي، فأخبرهم الله تعالى أنه واسع الرحمة بقوله:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}، فكانوا هم من جملة من وسعتهم الرحمة، ثم خص أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بذكرهم وأوجب لهم الرحمة بقوله:{فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}).
ولهذا قال نوف (٥) البكالي: (ألا تحمدون ربًّا (٦) حفظ غيبتكم وأخذ لكم بسهمكم (٧)، وجعل وفادة بني إسرائيل لكم) (٨).
وروى عطاء أيضًا عن ابن عباس أيضاً في هذه الآية أنه قال:(هذه الوفادة صارت للصالحين من أمة محمد)(٩)، ثم زاد في البيان أن المراد
(١) ذكره الماوردي ٢/ ٢٦٧، وابن الجوزي ٣/ ٢٧١. (٢) كذا في (النسخ): (بما أنزلت) والأولى (بما أُنزل). (٣) "تنوير المقباس" ٢/ ١٣٢. (٤) انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ٨١، وقد أخرجه من عدة طرق جيدة عن قتادة، وابن جريج، وأبي بكر الهذلي ونوف البكالي. (٥) نوف بن فضالة الحميري البكالي أبو يزيد الشامي. تقدمت ترجمته. (٦) في (ب): (ربنا). (٧) في (ب): (لسهمكم). (٨) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٣٧ - ٢٣٨ والطبري ٩/ ٨٣ من عدة طرق جيدة. (٩) أخرجه الطبري ٩/ ٨٢, ٨٣, وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٨٠، من عدة طرق جيدة.