وقال أبو العباس:(الجاثم المبارك على رجليه كما يجثم الطير)(١). قال الزجاج:(معنى {جَاثِمِينَ} قد خمدوا من شدة العذاب)(٢). وهو قول ابن عباس:({جَاثِمِينَ} يريد: خامدين ميتين)(٣). وقال الكلبي:(احترقوا بالصاعقة فأصبحوا ميتين قد همدوا رمادًا لا يتحركون)(٤)، وهو قول الفراء:(صاروا رمادًا جاثمًا)(٥).
وقال ابن الأنباري:(قال المفسرون: معنى {جَاثِمِينَ}: بعضهم على بعض، أي: عند نزول العذاب بهم سقط بعضهم على بعض)(٦).
قوله تعالى:{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ} الآية [الأعراف: ٧٩]. قال المفسرون:(إن صالحًا أقبل عليهم بالدعاء إلى توحيد الله وطاعته، فلما خالفوا ونزل بهم العذاب تولى عنهم لليأس منهم)(٧).
(١) "تهذيب اللغة" ١/ ٥٣٩. وانظر: "العين" ٦/ ١٠٠، و"مجالس ثعلب" ص ٤٨٥، و"الجمهرة" ١/ ٤١٥، و"الصحاح" ٥/ ١٨٨٢، و"المجمل" ١/ ٢٠٧، و"مقاييس اللغة" ١/ ٥٠٥، و"المفردات" ص ١٨٧، و"اللسان" ١/ ٥٤٥ (جثم). (٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٥١. (٣) "تنوير المقباس" ٢/ ١٠٨، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢٠٥. (٤) ذكره الزجاج ٢/ ٣٥١، والماوردي ٢/ ٢٣٦١ دون نسبة، وقال الطبري ٨/ ٢٣٣: (يعني: سقوطًا صرعى لا يتحركون لأنهم لا أرواح فيهم، والعرب تقول للبارك: جاثم) اهـ. (٥) "معاني الفراء" ١/ ٣٨٤. (٦) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢٠٥، وذكره ابن الجوزي ٣/ ٢٢٦ عن المفسرين، وانظر: "شرح القصائد" لابن الأنباري ص ٢٤٠. (٧) انظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٨٥، والطبري ٨/ ٢٣٤، والسمرقندي ١/ ٥٥٣، والماوردي ٢/ ٢٣٦، وابن عطية ٥/ ٥٦٨، وابن الجوزي ٣/ ٢٢٧.