وقال الزجاج:(أي: نتركهم في عذابهم كما تركوا العمل للقاء يومهم)(٢)، وهذا قول الحسن (٣)، ومجاهد (٤)، والسدي (٥)، وجميع المفسرين (٦)؛ قالوا:(إن معنى النسيان هاهنا: الترك).
قال ابن الأنباري:(فاليوم نتركهم في النار على غير إغفال ونسيان، كما تركوا العمل لنا عامدين لا غافلين، فمعنى تركهم لقاء ذلك اليوم: تركهم العمل بطاعة الله لذلك اليوم)(٧)
وقال أصحاب المعاني:(معنى {نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا}: نعاملهم معاملة من نسي بتركهم (٨) في النار كما فعلوا في الإعراض عن آياتنا وما ندبناهم إلى العمل به، فِعْل من نسي وغفل، فكذلك (٩) نجازيهم بمثل فعلهم،
(١) لفظ: (به) ساقط من (ب). (٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤١. (٣) ذكره الرازي ١٤/ ٩٣، قال: (هو قول الحسن ومجاهد والسدي والأكثرين) اهـ، وقال أبو حيان في "البحر" ٤/ ٣٠٥، (وهو قول الحسن والسدي أيضًا والأكثرون). (٤) "تفسير مجاهد" ١/ ٢٣٨، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٣٠، والطبري ٨/ ٢٠٢ من عدة طرق جيدة. (٥) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٩٢ من طرق جيدة عن مجاهد والسدي، وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ١٦٧. (٦) انظر: الطبري ٨/ ٢٠٢، و"معاني النحاس" ٣/ ٤١، والسمرقندي ١/ ٥٤٤، والبغوي ٣/ ٢٣٤، وابن عطية ٥/ ٥٢١. (٧) ذكره ابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ٢٠٩، وفي "الأضداد" لابن الأنباري ص ٣٩٩ نحوه، وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢١٥، و"تفسير غريب القرآن" ص ١٧٨. (٨) في (ب): (نتركهم). (٩) في (ب): (وكذلك).