فنوقع بهم ما يشبه النسيان بأن لا نجيب لهم دعوة ولا نرحم لهم عبرة) (١).
وقوله تعالى:{وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}. قال الزجاج:(أي: كجحدهم (٢)، {وَمَا} في موضع جر نسق على {كَمَا}(٣) و (ما) في قوله {كَمَا نَسُوا} وقوله: {وَمَا كَانُوا} بمعنى المصدر، والتقدير: ننساهم نسيانًا كنسيانهم يومهم هذا ولكونهم جاحدين بآياتنا، قاله أبو علي (٤).
قوله تعالى:{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ}[الأعراف:٥٢]، قال ابن عباس:(يريد: الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -، {فَصَّلْنَاهُ} يريد: بيناه)(٥)، والتفصيل تبيين المعاني بإظهارها مما يلتبس بها، فالتفصيل كالتبيين (٦).
(١) ذكره الرازي ١٤/ ٩٣، و"الخازن" ٢/ ٢٣٥، وقال ابن كثير في تفسير الآية ٢/ ٢٤٥: (أي: يعاملهم معاملة من نسيهم لأنه تعالى لا يشذ عن علمه شيء ولا ينساه .. وإنما قال تعالى هذا من باب المقابلة) اهـ. ملخصًا. (٢) في (ب): (أي ولجحدهم). (٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤١. (٤) "الحجة" لأبي علي ٣/ ٦٠ و٦/ ٢١٦ - ٢١٧ و٢١٩، وهو قول الأكثر. انظر: "الإيضاح" لابن الأنباري ٢/ ٦٥٧، و"إعراب النحاس" ١/ ٦١٥، و"المشكل" ١/ ٢٩٣، و"البيان" ١/ ٣٦٤، و"الفريد" ٢/ ٣٠٩، و"الدر المصون" ٥/ ٣٣٦. (٥) "تنوير المقباس" ٢/ ٩٩، وهو قول عامة المفسرين. انظر: الطبري ٨/ ٢٠٣، والسمرقندي ١/ ٥٤٤ - ٥٤٥، والبغوي ٣/ ٢٣٥، وابن عطية ٥/ ٥٢٢، وابن الجوزي ٣/ ٢٠٩. (٦) التفصيل - التبيين، وأصل الفَصْل القطع والقضاء وإبانة الشيء عن الآخر. انظر: "العين" ٧/ ١٢٦، و"الجمهرة" ٢/ ٨٩١، و"تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٩٥، و"الصحاح" ٥/ ١٧٩٠، و"مقاييس اللغة" ٤/ ٥٠٥، و"المفردات" ص ٦٣٩، و"اللسان" ٦/ ٣٤٢٢ (فصل).