أي: صنعهما داود، واحتج أبو عمرو لهذه القراءة (٤) بقوله {وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} قال: (والفصل في القضاء ليس في القصص)(٥)، قال أبو علي:(القصص هاهنا بمعنى القول، وقد جاء الفصل في القول أيضًا في نحو قوله تعالى:{إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}[الطارق: ١٣]، وقال:{أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ}[هود: ١]، وقال:{نُفَصِّلُ الْآيَاتِ}[الأنعام: ٥٥] فقد حمل الفصل على القول واستعمل معه كما جاء مع القضاء)(٦).
(١) "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ٢٥٦، وفيه زاد: (فهو حق وحِكمةٌ، إلا أن {وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} يدل على معنى القضاء الذي هو الحكم، فأما قضى في معنى صنع فمثله قول الهذلي ...) ا. هـ وبمثل قول الزجاج قال الأزهري في "معاني القراءات" ١/ ٣٥٩ - ٣٦٠، وأبو علي في "الحجة" ٣/ ٣١٩. (٢) الهذلي: خُوَيْلد بن خالد بن مُحرّث الهذلي، أبو ذؤيب، تقدمت ترجمته. (٣) "شرح أشعار الهذليين" ١/ ٣٩، و"مجاز القرآن" ١/ ٥٢ - ٢٧٥، و"معاني القراءات" ١/ ٣٥٩، و"الحجة لأبي علي" ٣/ ٣١٩، ٤/ ٢٥٤، و"اللسان" ١/ ٤١٨ (تبع)، و"الدر المصون" ٢/ ٨٦، وتكملته: (أو صَنَعُ السَّوابغ تُبَّعُ) وهو من قصيدة من عيون المراثي قالها في رثاء أبنائه الذين أصابهم الطاعون، المسرودتان: درعان، وأصل السَّرْد الخرز في الأديم، والصنع: الحاذق بالعمل, وتبع، بالضم: ملك تصنع له الدروع، انظر: "جمهرة أشعار العرب" ٢٤٧. (٤) ذكره أبو علي في "الحجة" ٣/ ٣١٨، وابن خالويه في "إعراب القراءات" ١/ ١٥٩ , وابن زنجلة في "الحجة" ص ٢٥٤. (٥) "معاني القرآن للنحاس" ٢/ ٤٣٤ - ٤٣٥. (٦) "الحجة" لأبي علي ٣/ ٣١٨ - ٣١٩.