قال المُفَضَّلُ (١): معنى {تُحِبُّونَهُمْ}: تريدون لهم الإسلام، وهو خير الأشياء. {وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}؛ لأنهم يريدونكم على الكفر، وهو الهلاك.
قوله تعالى:{وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} أي: بالكتب كلها، وهو اسم جنس؛ كقولهم: كثر الدرهم في أيدي الناس، أو لأن الكتاب مصدر، فيجوز أن يسمى (٢) به الجمع.
قال ابن عباس (٣): يريد: الذي أُنزل على محمد، والذي أنزل على عيسى، والذي أنزل على موسى، وهم لا يؤمنون بشيء منه؛ لأنهم (٤) يَنتحِلون (٥) التوراةَ، ولم يعلموا بما (٦) فيها.
= وممن قال بأنهم اليهود: ابن عباس -في رواية عنه- والحسن، وقتادة، ومجاهد، وابن جريج، والنحاس، والقرطبي، وابن كثير. انظر: "تفسير مجاهد" ١٣٤، و"تفسير مقاتل" ١/ ٢٩٨، و"تفسير الطبري" ٤/ ٦٠ - ٦٤، و"تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧٤٢، و"معاني القرآن"، للنحاس ١/ ٤٦٦، و"تفسير الثعلبي" ٣/ ١٠٥ أ، و"تفسير البغوي": ٢/ ٩٥، و"تفسير القرطبي" ٤/ ١٨١، و"تفسير ابن كثير" ١/ ٤٢٨، و"الدر المنثور" ٢/ ١١٨ - ١١٩. (١) قوله، في: "تفسير الثعلبي": ٣/ ١٠٥ ب. (٢) في (ج): (نسمي). (٣) لم أقف عليه بهذا اللفظ عنه، والذي في: "تفسير الطبري" ٤/ ٦٥ قوله: (أي: بكتابكم وكتابهم، وبما مضى من الكتب قبل ذلك، وهم يكفرون بكتابكم، فأنتم أحق بالبغضاء منهم لكم). وأورده السيوطي في: "الدر المنثور" ٢/ ١٢٠ وزاد نسبة إخراجه لابن إسحاق، وابن المنذر. وانظر: "سيرة ابن هشام" ٢/ ١٨٦. (٤) (لأنهم): ساقطة من (ب). (٥) يقال: (انتحل كذا): أي: دان به. و (انتحل فلانٌ شِعْرَ غيره): ادَّعاه ونسبه لنفسه. و (انتحل مذهبا): انتسب إليه. انظر: "لسان العرب" ٧/ ٤٣٦٩ - ٤٣٧٠ (نحل). (٦) في (ج): (ما).