وقوله تعالى:{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ} الباء هاهنا: بمعنى: عن (٣)، كقوله:{فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}[الفرقان: ٥٩]، أي: عنه، قال علقمة بن عبدة:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصيرٌ بأدواء النساء طبيب (٤)
أي: عن النساء.
وقال آخر:
تسائل بي هوازنُ أين مالي ... وهل لي غيرَ ما أتلفتُ مالُ (٥)
أي: عني.
وقوله تعالى:{الْأَسْبَابُ} أصل السبب في اللغة: الحبل، قال شمر: قال أبو عبيدة: السببُ: كلُّ حَبْل حَدَرْتَه (٦) من فوق.
(١) ينظر: "التبيان" ص ١٠٧، وإعرابها إعراب آخرين، فالأول: بدل من إذ الأولى. والثاني: مفعول (اذكر). (٢) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٣٩، وتنظر الآثار في ذلك عند الطبري في "تفسيره" ٢/ ٧٠، وابن أبي حاتم ١/ ٢٧٧ عن قتادة وأبي العالية والربيع وعطاء، وينظر: "زاد المسير" ١/ ١٧١، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٣٢٠ وعزاه لأكثر أهل التفسير. (٣) "تفسير الثعلبي" ١/ ١٣٢٠، "التبيان" ١/ ١٠٧، وذكر أنها أيضًا للسببية، والتقدير: وتقطعت بسبب كفرهم، وقيل: إنها للحال، أي تقطعت موصولة بهم الأسباب، وقيل: الباء للتعدية، والتقدير: قطعتهم الأسباب، كما تقول: تفرقت بهم الطرق، أي فرقتهم، وينظر: "البحر المحيط" ١/ ٤٧٣، "التفسير الكبير" ٤/ ٢١١. (٤) البيت لعلقمة الفحل في "ديوانه" ص ٣٥. (٥) البيت ليزيد بن الجهم، في "ديوان الحماسة" ٢/ ٣٥٦. (٦) في (ش): (جدوته).