الذي في ظل السدرة؟ فقال: ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، قال: هذا والله نبي، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبي الله، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، وكان لا يكاد يفارق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أسفاره وحضوره فلما نبىء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة فأسلم وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما بلغ أربعين سنة قال:{رَبِّ أَوْزِعْنِي}(١) الآية.
وروى مجالد عن الشعبي قال: الأشد بلوغ الحلم، إذا كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات (٢)، وقال الحسن: هو بلوغ الأربعين (٣) والأكثرون من أهل التفسير على أنه ثلاث وثلاثون سنة وهو قول مجاهد (٤) ورواه عن ابن عباس، وقول مقاتل وقتادة، واختيار الفراء (٥) والزجاج، قال الزجاج: الأكثر أن يكون ثلاثًا وثلاثين سنة؛ لأن الوقت الذي يكمل فيه الإنسان في بدنه وقوته واستحكام شبابه أن يبلغ بضعًا وثلاثين سنة (٦)،
(١) ذكر ذلك المؤلف في "أسباب النزول" ص ٤٠١، وأورده البغوي في "تفسيره" ٧/ ٢٥٧، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٣٧٨، وقال رواه عطاء عن ابن عباس، وذكره القرطبي في "الجامع" ١٦/ ١٩٤. (٢) أخرج ذلك الطبري في تفسيره ١٣/ ٢/ ١٦، وذكره الماوردي ونسبه للشعبي ٥/ ٢٧٦. (٣) ذكر ذلك الماوردي في "تفسيره" ٥/ ٢٧٧، والقرطبي في "الجامع" ١٦/ ١٩٤ عن الحسن. (٤) أخرج ذلك الطبري عن مجاهد وقتادة، انظر: "تفسيره" ١٣/ ٢/ ١٦، وانظر: "تفسير مقاتل" ٤/ ٢٠، ونص العبارة عنده: فهو في القوة والشدة من ثماني عثرة إلى الأربعين سنة. (٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٥٢. (٦) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٤٢.