وقال أبو عبيدة: الهباء مثل الغبار يدخل البيت من الكُوة إذا طلعت الشمس ليس له منثر (١).
وقال أبو إسحاق: الهباء: ما يدخل من الكوة مع ضوء الشمس شبيهٌ بالغبار (٢). وهذا قول عكرمة (٣) ومجاهد (٤) والحسن (٥) والسدي والضحاك (٦) والكلبي (٧)، وأكثر المفسرين قالوا: هو الغبار الذي يكون في الشمس يدخل من الكوة كأنه الدقيق (٨).
وقال قتادة: هو: ما تذرو الرياح من حطام الشجر (٩). وهو قول ابن
=قال الفراء ٢/ ٢٦٦: والهباء: ممدود غير مهموز في الأصل، يصغر هُبَيٌ كما يصغر الكساء كُسَىٌ. (١) هكذا في النسخ الثلاث: (منثر)؛ وهي غير واضحة. وفي "مجاز القرآن" ٢/ ٧٤: مثل الغبار إذا طلعت فيه الشمس وليس له مسٌ ولا يُرى في الظل. وفي "تنوير المقباس" ص ٣٠٢: ويقال: كشيء يحول في ضوء الثمس إذا دخلت في كوة يُرى، ولا يُستطاع أن يمس. (٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٤. وفيه: شبيهٌ بالضم، ولكن أبدله المحقق إلى: شبيهاً، وأشار إلى ذلك في الحاشية، ولم يبين سبب التغيير، ولا حاجة لذلك؛ فهو بالرفع ليس بخطأ حتى يصحح. (٣) أخرجه ابن جرير ٤/ ١٩. وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٧٨. (٤) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٤. وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٧٨. وتفسير مجاهد ٢/ ٤٤٩. (٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٦٧. وابن جرير ١٩/ ٤. وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٧٩. (٦) أخرجه عنهما ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٧٩. (٧) "تنوير المقباس" ص ٣٠٢. و"تفسير السمرقندي" ٢/ ٤٥٧. (٨) ذكر نحوه ابن جرير ٤/ ١٩، عن ابن زيد. وأخرج ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٧٩، نحوه عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. (٩) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٦٧. وعنه ابن جرير ١٩/ ٤.