فعلى هذا معنى الآية: نفي الحرج عن الزَّمنى في أكلهم من بيوت (٢) أقاربهم، أو بيت من يدفع إليهم المفتاح إذا خرج للغزو.
وروى الكلبي، عن أبي صالح، [عن ابن عباس](٣) - في هذه الآية: أن الأنصار كانوا قومًا يتنزَّهون في أشياء؛ كانوا لا يأكلون مع الأعمى يقولون: الأعمى لا يبصر طيَّب الطعام ونحن نُبصره (٤) فنسبقه إليه (٥)؛ فيعزلونه على حده. وكانوا لا يأكلون مع المريض يقولون: لا يقدر أن يأكل مثل ما أكلنا (٦) يمنعه من ذلك المرض، وكانوا يعزلونه على حدة؛ وكانوا لا يأكلون مع الأعرج يقولون: لا يستمكن من المجلس فإلى أن يأكل هو لقمة قد أكلنا لقمتين، فيعزلونه على حدة. فنزل في ذلك {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} يقولون: ليس على من أكل (٧) مع الأعمى حرج (٨).
(١) رواه البزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار عن زوائد البزار" للهيثمي ٣/ ٦١ - ٦٢، وابن أبي حاتم ٧/ ٧٠ أ، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص ٦٠١. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٢٢٤ ونسبه أيضًا لابن النجار وابن مردويه. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ٨٤: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وهذه الرواية هي أصح ما ورد في سبب نزول الآية، والله أعلم. (٢) في (ظ)، (ع): (بيت). (٣) ساقط من (ظ)، (ع). (٤) في (ظ)، (ع): (نُبصر). (٥) إليه): ساقطة من (ظ)، (ع). (٦) في (ظ): (مثل أكلنا). (٧) في (ظ): (ليس على كل من أكل). (٨) لم أجد هذه الرواية. وهي رواية باطلة سندًا. =