وقال أبو هريرة: لا بأس بقضاء رمضان تترى (٢)، [أي متقطعًا](٣). وكلا المعنيين قريب من السواء؛ لأن أصل (٤) المعنى من الإفراد، فإذا جاء الشيء فردًا فردًا (٥) يقال فيه: تترى، سواء اتصل أو انقطع.
وفي الآية المراد إرسال الرسل بعضها في إثر بعض غير متصلين كما قال يونس.
ونحو هذا ذكر المفسرون في تفسير (تَتْرَا). فقال ابن عباس: يريد بعضها خلف بعض (٦). وقال السدي ومقاتل (٧): بعضهم في أثر بعض.
وقال مجاهد: أتبع بعضها بعضًا (٨).
وتترى في القراءتين مصدر أو اسم أقيم مقام الحال؛ لأن المعنى متواترة.
(١) قول ابن سلام في "تهذيب اللغة" للأزهري ١٤/ ٣١١ (تترى). (٢) قول أبي هريرة -رضي الله عنه- في "تهذيب اللغة" ١٤/ ٣١١ (تترى) بهذا اللفظ. وقد رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ٣/ ٣٢ بلفظ: لا بأس بقضاء رمضان متفرقًا. وبنحو رواية أبي شيبة رواه عبد الرزاق في "مصنفه" ٤/ ٢٤٣، ٢٤٤، والبيهقي في "سننه" ٤/ ٢٥٨. (٣) ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (ع). (٤) في (ظ)، (ع): (الأصل). (٥) (فردا) الثانية: ساقطة من (ظ). (٦) روى الطبري ١٨/ ٢٣ من طريق علي بن أبي طلحة، عنه قال: يتبع بعضها بعضًا. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٩٩ وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، وقال: وفي لفظ قال: بعضهم على أثر بعض. (٧) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣١ أ. (٨) رواه الطبري ١٨/ ٢٤، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٩٩ وعزاه لابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.