سوى أنهم للحق أهل وأنهم ... إذا نسبوا قالوا: سلالة أحمد
واختلفوا في المعنى بالإنسان في هذه الآية:
فقال ابن عباس -في رواية عطاء- يريد آدم (١).
وهو قول قتادة (٢)، ومقاتل (٣)، واختيار الفراء (٤). قال قتادة: استل (٥) آدم من طين، وخلقت ذريته من ماء مهين.
ونحو هذا قال الفراء: السلالة التي تسل من كل تربة (٦). وكذا روي في خلق آدم -عليه السلام- أن طينه استل من الأرض طيبها وسبخها (٧) وجميع أنواعها (٨).
(١) ذكره عنه ابن الجوزي ٥/ ٤٦٢، والرازي ٢٣/ ٨٤، وأبو حيان ٦/ ٣٩٨. (٢) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٤٤، والطبري ١٨/ ٧. (٣) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٩ ب. (٤) يظهر أن الواحدي اعتمد في نسبة هذا القول إلى الفراء على الأزهري، فإن الأزهري في "تهذيب اللغة" ١٢/ ٢٩٣ ذكر قول قتادة: استل آدم ... ، ثم قال: وإلى هذا ذهب الفراء. أما كتاب الفراء "معاني القرآن" ٢/ ٢٣١ فليس فيه ذكر لشيء من ذلك، وإنما فيه: السلالة ... (٥) في (ظ)، (ع): (أسل). (٦) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٣١. (٧) سبخها: السبخُ: المكان يسبخ فيبنت الملح، والسبخة - محركة ومسكنة: أرض ذات نَزٍّ وملح. انظر: "لسان العرب" ٣/ ٢٢٢٤ (سبخ) "تاج العروس" ٧/ ٢٦٩ (سبخ). (٨) روى أبو داود في "سننه" كتاب: السنة، باب: في القدر ١٢/ ٤٥٥، والترمذي في "جامعه" كتاب: التفسير، سورة البقرة ٨/ ٢٩٠ وغيرهما عن أبي موسى الأشعري =