أي: فكنت لهم. واختلفوا (٣) في قول الملائكة: (أتجعل فيها) على أي وجه حصل منهم هذا: فروي أن الذين قالوا هذا عشرة آلاف من الملائكة، فأرسل الله (٤) عليهم نارا فأحرقتهم (٥).
وقال بعض أهل المعاني: فيه إضمار واختصار، معناه: أتجعل فيها من يفسد فيها [ويسفك الدماء؟ أم تجعل فيها من لا يفسد فيها](٦) ولا يسفك الدماء؟ كقوله تعالى:{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ}[الزمر:٩]، يعني
= ففيها تساهل، وعبارة الحسن وقتادة في رواية ابن جرير أحسن. "تفسير ابن كثير" ١/ ٧٥. عبارة الحسن وقتادة: إني فاعل، انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٢٠٥. (١) أنظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٤، وانظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ٦٠ ب. (٢) أنشد الفراء الرجز ونسبه لبعض الأعراب "معاني القرآن" ١/ ٤٤، وأورده "الطبري" في "تفسيره" ١/ ٣١٨، والثعلبي ١/ ٦٠ ب، وهو في "الزاهر" ١/ ٢٢٥، "تفسير الماوردي" ١/ ١٣٢، "تفسير القرطبي" ١/ ٣٦٩، "الدر المصون" ١/ ٤٠٧. (٣) في (ب): (فاختلوا). (٤) لفظ الجلالة غير موجود في (ب). (٥) هذا الكلام ورد في رواية منكرة غريبة أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه. قال المحقق: (منكر غريب)، "تفسير ابن أبي حاتم" ١/ ٧٨. وذكرها ابن كثير عن ابن أبي حاتم، وقال: (إسرائيلي منكر)، "تفسير ابن كثير" ١/ ٧٦. (٦) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).