وقال مجاهد. (هيئتها)(٢). وقال أبو عبيدة:(خلقتها الأولى)(٣). يقال لمن كان على شيء فتركه، ثم عاد فتحول إليه: عاد إلى سيرته. وقال المبرد:(أي يجعلها كما كانت)(٤). والسيرة: الهيئة (٥).
والمعنى في الآية: أنها تجري على ما كانت تجري عليه من قبل، من كونها عصا، ونحو هذا قال أبو إسحاق في السيرة:(أنها الهيئة، يقال إذا كان القوم مشتبهين: هم على سيرة واحدة. قال: و {سِيرَتَهَا} منصوبة على إسقاط الخافض، وأفضى الفعل إليها، والمعنى: إلى سيرتها، فلما حذفت (إلى) أفضى الفعل، وهو {سَنُعِيدُهَا} فنصب) (٦).
قال وهب:(لما أمره الله بأخذها أدنى طرف المدرعة (٧) على يده، فقال له مَلك: أرأيت يا موسى لو أذن الله بما تحاذر، أكانت المدرعة تغني عنك شيئًا؟ قال: لا, ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت. فكشف عن يده ثم وضعها في فم الحية وقبض، فإذا عصاه التي عهدها، وإذا يده في موضعه
(١) و (٢) "جامع البيان" ١٦/ ١٥٧، "الدر المنثور" ٤/ ٥٢٧. (٣) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ١٨. (٤) ذكر بلا نسبة في "المحرر الوجيز" ١٠/ ٢١، "زاد المسير" ٥/ ١٨٠، "البحر المحيط" ٦/ ٢٣٥. (٥) انظر: "القاموس المحيط" (السير) ٢/ ٤، "الصحاح" (سير) ٢/ ٦٩١، "لسان العرب" (سير) ٤/ ٢١٦٩، "المفردات في غريب القرآن" (سار) ص ٢٤٧. (٦) "معاني القرآن" للزحاج ٣/ ٣٥٥. (٧) المدرعة: ضرب من الثياب التي تلبس ولا تكون إلا من الصوف. انظر: "تهذيب اللغة" (درع) ٢/ ١٧٥، "مقاييس اللغة" (درع) ٢/ ٢٦٨، "القاموس المحيط" (درع) ٤/ ٧، "الصحاح" (درع) ٣/ ١٢٠٦.