قال ابن عباس في تفسير {زُبَرَ الْحَدِيدِ}: (هي على قدر الحجارة التي يبنى بها قدر ما يحمل الرجل)(٢). ومعنى الآية: أنه يأمرهم أن ينقلوا إليه زبر الحديد ليعمل بها الردم في وجوه يأجوج ومأجوج، فأتوه بها فبناه {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} قال الفراء: (ساوى وسوَّى بينهما: واحد)(٣). والمعنى: أنه جمع زبر الحديد ووضع بعضها على بعض بين الصدفين حتى سوى بينهما بالحديد. والصدفان:(الجبلان) في قول جميع المفسرين (٤). قال أبو عبيدة:(الصدفان جانبا الجبل)(٥). ونحوه قال الزجاج (٦).
وقال الأزهري:(الصَّدف والصُّدْفة الجانب والناحية، يقال: لجانبي الجبل إذا تحاذا صدفان لتصادفهما أي: تلاقيهما، ومن هذا يقال: صادفت فلانا أي: لاقيته)(٧). ويقال للبناء العظيم المرتفع: صَدَف. شبه بجانب الجبل، ومنه الحديث:(إذا مر بصدف مائل أسرع المشي)(٨). وفيه ثلاثة