وقال في رواية سعيد بن جبير، وكريب:(كان صحفا وعلما)(٣). وهو قول مجاهد:(كان صحفا للغلامين فيها علم)(٤).
قال أبو إسحاق:(المعروف في اللغة أن الكنز إذا أفرد فمعناه: المال المدفون والمدَّخر، فإذا لم يكن المال قيل: عنده كنز علمٍ، وله كنز فهمٍ، والكنز هاهنا بالمال أشبه. قال: وجائز أن يكون الكنز كان مالاً مكتوب فيه علم على ما روي، فهو مال وعلم عظيم من توحيد الله وإعلام أن محمد -صلى الله عليه وسلم- مبعوث)(٥). وعلى ما ذكره أبو إسحاق قول من قال:(إنه كان صحفا فيها علم)، بعيد.
قال ابن الأنباري:(من قال: إن الكنز كان علمًا سمى العلم كنزًا؛ لأنه يتعجل من نفعه أفضل بما ينال من ناحية الأموال)(٦). فمعنى قوله:
= وأخرجه البيهقي في "الشعب" ١/ ٦٤، والبزار، كما في "كشف الأستار" ٣/ ٥٧. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ٥٣: رواه البزار من طريق بشر بن المنذر عن الحارث بن عبد الله اليحصبي ولم أعرفهما. وقال الحافظ بن حجر في "الكافي الشاف" ص ١٠٥: رواه الواحدي من رواية محمد بن مروان السدي الصغير عن أبان عن أنس مرفوعًا، وأبان والسدي الصغير متروكان. (١) "جامع البيان" ١٦/ ٦، "النكت والعيون" ٣/ ٣٣٦، "زاد المسير" ٥/ ١٨١ منسوب لابن عباس، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١١١. (٢) "معالم التنزيل" ٥/ ١٩٦، "القرطبي" ١١/ ٣٨، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١١٢. (٣) "جامع البيان" ١٦/ ٥، "معالم التنزيل" ٥/ ١٩٦، "النكت والعيون" ٣/ ٣٣٦٦، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٦٩ وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. (٤) "جامع البيان" ١٦/ ٥، "النكت والعيون" ٣/ ٣٣٦، "زاد المسير" ٥/ ١٨١. (٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠٧. (٦) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ١٨١، وذكره بلا نسبة: "النكت والعيون" ٣/ ٣٣٦، "المحرر الوجيز" ٩/ ٣٨٤، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٣٨.