قال موسى حين رأى ذلك:{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} قال ابن عباس ومجاهد: (لم يبلغ الحلم)(١). ومعنى الزاكية: الطاهرة من الذنوب، وذلك؛ لأنه كان صغيرًا لم يبلغ حد التكليف. وقرئ: زاكيه (٢). وهي البرئية من الذنوب. كذا قال الأعمش وغيره، وهو قول أبي إسحاق (٣). وقال الفراء:(الزَاكِية والزَكِية مثل: القَاسِية والقَسِية)(٤).
قال الكسائي:(والفعل منه زَكَوْتُ، يزْكُو، زُكُوًا، وزكاءً ممدود)(٦). هذا الذي ذكرنا أنه كان صبيًا لم يبلغ الحنث، قول أكثر المفسرين (٧).
= يراه أهل السفينة وأهل الغلام، لا لكونه لا تراه الأعين بل لكونه فعل ذلك من غير إطلاعهم. وأما ثانيًا: فيمكن أن أهل السفينة وأهل الغلام قد عرفوه وعرفوا أنه لا يفعل ذلك إلا بأمر من الله كما يفعل الأنبياء، فسلموا لأمر الله. وانظر: "أضواء البيان" للشنقيطي ٤/ ١٧٣. (١) "معالم التنزيل" ٥/ ١٩١، "الكشف والبيان" ٣/ ٣٩١ ب، و"زاد المسير" ٥/ ١٧٢. (٢) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمر: (زاكية) بالألف. وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: (زكية) بغير ألف مع التشديد. انظر: "السبعة" ص ٣٩٥، "المبسوط في القراءات" ص ٢٣٧، "التبصرة" ص ٢٥٠، "حجة القراءات" ص ٤٢٤، "النشر" ٢/ ٣١٣. (٣) "معاني القرآن" ٣/ ٣٠٣، "الكشف والبيان" ٣/ ٣٩١ ب. (٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٥٥. (٥) "تهذيب اللغة" (زكا) ٢/ ١٥٤٢. (٦) "الكشف والبيان" ٣/ ٣٩١/ ب، وذكر نحوه بدون نسبة "تهذيب اللغة" (زكا). (٧) "معالم التنزيل" ٥/ ١٩١، "المحرر الوجيز" ٩/ ٣٦٤، "النكت والعيون" ٣/ ٣٢٨، "زاد المسير" ٥/ ١٧٢.