ومعنى الآية: أن الله تعالى احتج على العرب بأنه خالقهم وخالق من قبلهم، لأنهم كانوا مُقِرّين بأنه خالقهم، والدليل على ذلك قوله:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[الزخرف: ٨٧]، فقيل لهم: إذ (٣) كنتم معترفين بأنه خالقكم فاعبدوه ولا تعبدوا الأصنام، فإن عبادة الخالق أولى من عبادة المخلوقين من الأصنام (٤).
وقوله تعالى:{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. قال ابن الأنباري:(لعل) يكون (٥): ترجياً، ويكون بمعنى:(كي)، ويكون: ظناً كقولك: لعلي أحج العام، معناه: أظنني سأحج (٦).
وقال يونس (٧): (لعل) يأتي في كلام العرب بمعنى: (كي)، من
(١) ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (ج). (٢) انظر: كتاب "الزينة" ٢/ ٥٣،٥٢، "معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن" ١/ ١٠١، ١٠٢، "تفسير أسماء الله" للزجاج ص ٣٥، "اشتقاق أسماء الله" للزجاجي ص ١٦٦، "معجم مقاييس اللغة" (خلق) ٢/ ٢١٤، "الجمهرة" (خ ق ل) ١/ ٦١٩، "تهذيب اللغة"، خلق١/ ١٠٩٣، "مفردات الراغب" ص ١٥٧. (٣) كذا وردت في جميع النسخ، ولعلها (إذا). (٤) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ١٦٠، "القرطبي" ١/ ١٩٥. (٥) في (ب): (تكون) في المواضع الثلاثة. (٦) ذكره الأزهري حيث قال: (وأثبت عن ابن الأنباري ...) ثم ذكر لها خمسة وجوه، ذكر الواحدي منها ثلاثة، والرابع: بمعنى: (عسى)، والخاص: بمعنى: (الاستفهام)، "تهذيب اللغة" (عل) ٣/ ٢٥٥٣. (٧) ذكره الأزهري بسنده قال: (أخبرني المنذري عن الحسين بن فهم أن محمد بن سلام أخبره عن يونس ..)، "تهذيب اللغة" (عل) ٣/ ٢٥٥٣. ويونس: هو يونس بن حبيب أو عبد الرحمن الضبي بالولاء، كان النحو يغلب عليه، أخذ عن أبي عمرو بن =