والاقتصاص منه، وقد حكم الله تعالى بالسلطان والنصرة لولي المقتول ظلمًا، وقد روي عن زَهْدَم الجَرْمي (١) عن ابن عباس: أنه قال: قلت لعلي ابن أبي طالب: وأيم الله لَيَظْهَرنَّ عليكم ابنُ أبي سفيان؛ لأن الله يقول:{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا}(٢).
(وقال الحسن: والله ما نُصِرَ معاويةُ على علي إلا بقول الله: {فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا})(٣)(٤).
وروى العلاء (٥) عن مجاهد في قوله: {فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} قال: المسرف: الذي قتل القتيل الأول (٦)؛ فهو الذي أسرف في القتل، وعلى هذا المنهي عن الإسراف القاتل الأول (٧)، ويكون التقدير: فلا يُسرف
(١) زَهْدَم بن مضرب أو مُضَرِّس -كما في "التقريب"- الجَرْمي، أبو مسلم البصري، ثقة، روى عن ابن عباس وعمران بن حصين، وعنه: قتادة وأبو التياح. انظر: "الجرح والتعديل" ٣/ ٦١٧، و"الكاشف" ١/ ٤٠٦، و"تقريب التهذيب" (٢٠٣٩). (٢) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٢٠٣ بنصه، و"ابن كثير" ٣/ ٤٤، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٢٨ وعزاه إلى الطبراني وابن عساكر - لم أقف عليه. (٣) ما بين القوسين ساقط من (أ)، (د). (٤) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٢٠٤ بنصه. (٥) العلاء بن عبد الكريم اليَامي، أبو عَوْن الكوفي، ثقة عابد، سمع مجاهد ومرة الهمداني، وعنه: الثوري ووكيع، توفي في حدود سنة (١٥٠ هـ) انظر: "التاريخ الكبير" ٦/ ٥١٤، و"الجرح والتعديل" ٦/ ٣٥٨، و"تقريب التهذيب" (٥٢٤٨). (٦) ورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٥١، بنحوه، انظر: "تفسير ابن الجوزي" ٥/ ٣٣، و"القرطبي" ١٠/ ٢٥٥. (٧) في هذا القول تكلُّف وبعد عن الظاهر؛ فالخطاب -حسب الظاهر- موجه إلى ولي المقتول وليس للقاتل، وكيف يخاطب القاتل الأول ويقال له: لا تسرف في =