إذا رَوِينَ على الخِنْزِيرِ من سَكَرٍ ... نادَيْنَ يا أعظمَ القِسِّين جُرْداناَ (١)
وهذا القول هو اختيار الفراء (٢) والزجاج (٣).
وقال أبو عبيدة بوحده: السَّكَر: الطعام، واحتج بقوله (٤):
جَعَلْتَ أعْرَاضَ الكِرَامِ سَكَرا (٥)
أي جعلتَ ذَمَّهم (٦) طُعْمًا لك (٧).
قال الزجاج: هذا بالخمر أشبَهُ منه بالطعام، المعنى: جعلْتَ تتخمَّرُ بأعراضِ الكرام، وهو أبينُ فيما يقال: يبترك (٨) في أعراض
(١) "ديوانه" ١/ ١٦٧، وفيه: (لمّا) بدل (إذا)، وورد في "تهذيب اللغة" (سكر) ٢/ ١٧٢٠، و"اللسان" (جرد) ١/ ٥٩٠، (سكر) ٤/ ٢٠٤٨، (جردانا): الجُردانُ بالضم: هن أسماء الذَّكَرِ، وهو قضيب ذوات الحوافر، والجمع: جرادين.(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٠٩، بلفظه.(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٠٩، بلفظه.(٤) نسبه في المجاز إلى جندل، وهوابن المثنى الطَّهوي.(٥) ورد في "تهذيب اللغة" (سكر) ٢/ ١٧٢٠، و"تفسير الزمخشري" ٢/ ٣٣٥، والفخر الرازي ٢٠/ ٦٨، و"اللسان" (سكر) ٤/ ٢٠٤٨، وورد برواية: "جَعَلْتَ عَيْبَ الأكْرمين سكرًا" في "مجازالقرآن" ١/ ٣٦٣، و"تفسير الطبري" ١٤/ ١٣٨، و"معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٨٣، و"إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٢٣٨، و"تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٩ ب، والطوسي ٦/ ٤٠١، وابن الجوزي ٤/ ٤٦٤، و"القرطبي" ١٠/ ١٢٩.(٦) في"معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٠٩: دَمَهُم، ولعل الخطأ من المحقق، والمثبت هو الصحيح المتفق مع المعنى.(٧) "مجاز القرآن" ١/ ٣٦٣، بنحوه، وورد في "التهذيب" (سكر) ٢/ ١٧٢٠، بنصه، والظاهر أنه نقله من التهذيب.(٨) يقال: بارك على الشيء: واظب، وأبرك في عدْوه: أسرع مجتهدًا، والاسم: البرُوُك، يقال: ابْتَرك الرجل في عرض أخيه: إذا اجتهد ذمّه وشتمه =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute