ويعني أنهم يُسقون الخيل اللبن إذا أجدبت الأرض (٣)، وقال ابن قتيبه في هذه الآية: يعني الكلأ (٤)، ومعنى الآية: أنه ينبت بالماء الذي أنزل من السماء ما يرعاه الراعيةُ من ورق الشجر وجلّها؛ لأن الإبل يرعى جِلَّ الشجر. قال ابن السِّكِّيت: يقال: شاجرَ المالُ، إذا رعى العُشبَ والبَقْلَ فلم يَبْق منها شيء، فصار إلى الشجر يَرْعاه (٥).
وقوله تعالى:{فِيهِ تُسِيمُونَ}، أي: في الشجر تَرْعَون مواشيكم، يقال: أَسِمْت الماشية إذا خليتها ترعى، وسَامَت هي تَسُومُ سَوْمًا إذا رَعَتْ حيثُ شاءت، فهي سَوَامٌ وسَائِمَةٌ (٦)، قال الزجاج: أُخِذَ ذلك من السّومة؛
(١) في جميع النسخ: (يعظمها) ولا معنى لها، والصحيح أنها تصحيف من (نطعمها) كما في بعض المصادر. (٢) البيت للنمر بن تَوْلَب [مخضرم (ت ١٤ هـ)]. وعجزه: والخَيْلُ في إطْعامِها اللَّحْمَ ضَرَرْ "ديوانه" ص ٣٥٥، وفيه (عَسَرْ) بدل (ضَررْ)، وورد في "الشعر والشعراء" ص ١٩١ (الشحم) بدل (اللحم) الأولى، و"الأغاني" ٢٢/ ٢٧٩، و"اللسان" (هشش) ٨/ ٤٦٦٧، وورد غير منسوب في "تهذيب اللغة" (لحم) ٤/ ٣٢٤٨، "اللسان" (علف) ٥/ ٣٠٧٠، و"تفسير الألوسي" ١٤/ ١٠٥، في الأخيرين برواية: (نعلفها) بدل (نطعمها)، وورد صدره في "تفسير الرازي" ١٩/ ٢٣٣، والخازن ٣/ ١٠٨، وأبي حيان ٥/ ٤٧٨، وسمى اللبن لحماً؛ لأنها تسمن على اللبن. (٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٩٢، بنحوه. (٤) "الغريب" لابن قتيبة ص ٢٤٣، بلفظه. (٥) "إصلاح المنطق" ص ٣٠٩، بنصه، وانظر: (شجر) في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٨٣١ بنصه، و"الصحاح" ٢/ ٦٩٤، بنصه. (٦) ورد في "تهذيب اللغة" (سام) ٢/ ١٦٠٢، بنحوه، وانظر: (سوم) في "جمهرة اللغة" ٢/ ٨٦٢، و"المحيط في اللغة" ٨/ ٤٠٣، و"الصحاح" ٥/ ١٩٥٥.