وقوله تعالى:{مُتَقَابِلِينَ} التقابل: التواجه، وهو نقيض التدابر، قال ابن عباس: لا يرى (٣) بعضهم قفا بعض (٤)، حيث ما التفت رأى وجهًا يُحبُّه (٥) يقابله، وقال مجاهد: لا يرى الرجل من أهل الجنة قفا زوجته ولا زوجته قفاه (٦)؛ لأن الأسرة تدور بهم كيفما شاؤا حتى يكونوا في جميع أحوالهم متقابلين.
(١) أَيْلة: بفتح أوله، على وزن فَعْلة، مدينة على رأس خليج العقبة من البحر الأحمر - الذي تشترك فيه الحدود المصرية والفلسطينية والأردنية والسعودية، قيل هي آخر الحجاز وأول الشام، وقيل وهي مدينة اليهود الذين حرّم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا، قيل: وقد سميت بأيْلة بنت مدين بن إبراهيم، وهي التي يطلق عليها اليهود اليوم: (ميناء إيلات). انظر: "معجم ما استعجم" ١/ ٢١٦، "معجم البلدان" ١/ ٢٩٢، "أطلس العالم" ص ٢٩. (٢) "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ١٩٣، "تفسير القرطبي" ١٠/ ٣٣، الخازن ٣/ ٩٧، الألوسي ١٤/ ٥٩. (٣) في (ش)، (ع): (ألا يرى)، بزيادة الألف. (٤) أورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٨٩ وعزاه إلى ابن المنذر وابن مردويه، وانظر: "تفسير الشوكاني" ٣/ ١٩٥. (٥) في (ج): (يحييه). (٦) ليس في تفسيره، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٧/ ٦٧ قال: لا ينظر بعضهم في قفا بعض، والطبري ١٤/ ٣٨، بنحوه، وورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٢٨ بنحوه، وانظر: "تفسير أبي حيان" ٥/ ٤٥٧، وابن كثير ٢/ ٦٠٨، وأورده المسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٨٩ وزاد نسبته إلى هناد وابن المنذر وابن أبي حاتم.