غير مثال، يقال: قد فطره، وفطر السموات والأرض اختراعهما بما هو كالشق عما يظهر به، قال الزجاج (١): ويكون نصبه من وجهين: أحدهما: على الصفة لقوله: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي} وهو نداء مضاف في موضع نصب، ويجوز أن ينصب على نداء ثان.
وقوله تعالى:{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} قال قتادة (٢): سأل ربه اللحوق به قال: ولم يتمن نبي قط الموت قبله، وكثير من المفسرين (٣) على هذا، وقال ابن عباس (٤) في رواية عطاء: يريد لا تسلبني الإسلام حتى تتوفاني عليه، وهذا لا دليل فيه على تمني الموت، بل هو دليل على سؤال أن يكون موته على الإسلام إذا كان.
وقوله تعالى:{وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} قال ابن عباس (٥) وغيره من المفسرين (٦) يعني: بآبائه إبراهيم وإسما عيل وإسحاق، والمعنى: ألحقني بهم في ثوابهم ومراتبهم (٧) ودرجاتهم.
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٣٠. (٢) الطبري ١٣/ ٧٣، وأحمد في "الزهد"، وابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٠٤ كما في "الدر". (٣) أخرجه الطبري ١٣/ ٧٣، ٧٤، عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وابن إسحاق، و"زاد المسير" ٤/ ٢٩٢، وابن المنذر وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن ابن عباس كما في "الدر" ٤/ ٧٣. (٤) "زاد المسير" ٤/ ٢٩٢. (٥) الطبري ١٣/ ٧٣، وابن المنذر وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٨١، وأبو الشيخ كما في "الدر" ٤/ ٧٣. (٦) الثعلبي ٧/ ١١٤ أ، وأخرجه أبو الشيخ، عن الضحاك وابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٠٥، عن وهب، وأحمد وابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٠٤ - ٢٢٠٥، وابن جرير عن قتادة كما في "الدر" ٤/ ٧٣. (٧) (ومراتبهم): زيادة من (ب).