والإنذار فقط، ولا يستطيع إجبارهم على الطاعة، وهذا معنى قول أبي إسحاق (١)؛ لأنه قال في قوله {مَا اسْتَطَعْتُ}: أي بقدر طاقتي، [وقدر طاقتي](٢) إبلاغكم وإنذاركم، ولست قادرًا على إجباركم على الطاعة، ثم أعلم أنه لا يقدر هو ولا غيره على الطاعة إلا بتوفيق الله جل وعز، فقال:{وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}، أي أرجع إليه في المعاد في قول ابن عباس (٣) ومجاهد (٤).
وقال الحسن (٥): إليه أرجع بعملي ونيتي، وروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذكر شعيبًا قال:"ذاك خطيب الأنبياء"(٦) لحسن مراجعته قومه.
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٧٣. (٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ب). (٣) الثعلبي ٧/ ٥٤ ب، البغوي ٤/ ١٩٦، القرطبي ٩/ ٩٠. (٤) الطبري ١٢/ ١٠٣، والبغوي ٤/ ١٩٦، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٧٤، وأبو الشيخ كما في "الدر" ٣/ ٦٢٨. (٥) انظر: "تفسير كتاب الله العزيز" ٢/ ٢٤٤. (٦) أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٦٢٠ عن محمد بن إسحاق قال: "وشعيب بن ميكائيل النبي - صلى الله عليه وسلم -، بعثه الله نبيًا، فكان من خبره، وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكره قال: "ذاك خطيب الأنبياء لمراجعته قومه" سكت عنه الذهبي في "التلخيص"، وفيه سلمة بن الفضل بن الأبرش، قال في "الميزان": ٢/ ١٩٢: (ضعفه ابن راهويه، وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير، وقال ابن معين: كتبنا عنه وليس في المغازي أتم من كتابه، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: لا يحتج به). والحديث ذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٥٠٤ وقال: أخرجه ابن أبي حاتم والحاكم عن ابن إسحاق قال ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذكر شعيبًا =