وذهب بعضهم إلى أن هذا من النجاة والتخليص، ومعنى ننجيك نخرجك من البحر بعد الغرق (٣) وهو معنى قول الكلبي (٤)، ونحو ذلك قال عطاء عن ابن عباس: فأخرجه الله حتى رأوه (٥).
واختلفوا في معنى البدن هاهنا؛ فأهل اللغة ذهبوا إلى أن معناه الدرع (٦)، قال الليث: البدن: شبه الدرع، إلا أنه قصير قدر ما يكون على المجسد، قصير الكمين (٧).
وقال ابن الأعرابي في هذه الآية: ببدنه: بدرعه (٨)، وأنشد ابن الأنباري:
ترى الأبدان فيها مسبغات ... على الأبطال واليلب الحصينا (٩)
(١) ساقط من (ى). (٢) "تهذيب اللغة" (بدن) ١/ ٢٩٥، وفيه: فأمر الله البحر أن يقذفه. (٣) انظر: "تفسير ابن جرير" ١١/ ٦٤١ - ١٦٦، وهود بن محكم ٢/ ٢٠٧، والسمرقندي ٢/ ١١٠، والزمخشري ٢/ ٢٥١. (٤) رواية الكلبي عن ابن عباس في "تنوير المقباس" ص ٢١٩ موافقة للقول الأول، ولم أجد من ذكر قول الكلبي هذا. (٥) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٢/ ٥٥٨، وبنحوه رواه ابن جرير ١١/ ١٦٦ من رواية عطية العوفي. (٦) انظر: "الصحاح" (بدن) ٥/ ٢٠٧٧، "مجمل اللغة" (بدن) ١/ ١١٩. (٧) "تهذيب اللغة" (بدن) ١/ ٢٩٥، والنص في كتاب "العين" (بدن) ٨/ ٥١. (٨) "تهذيب اللغة"، الموضع السابق. (٩) البيت لكعب بن مالك في "تفسير القرطبي" ٨/ ٣٨٠، "فتح القدير" للشوكاني ٢/ ٦٨١، وبلا نسبه في "البحر المحيط" ٥/ ١٨٩، "الدر المصون" ٦/ ٢٦٥، وليس في "ديوانه". =