وقوله تعالى:{بُنْيَانُهُمُ} هو مصدر يراد به المفعول، وإذا كان كذلك كان المضاف محذوفًا تقديره: لا يزال بناء (٢) المبني الذي بنوه ريبة، ومعنى:{الَّذِي بَنَوْا} مع قوله: {بُنْيَانُهُمُ} يبين معنى ذلك البناء، إذ قد يجوز أن يراد به المستقبل لو لم يوصف بالماضي، وقوله تعالى:{رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ} الريبة والريب: الشك، قال ابن عباس:(يريد شكًا في قلوبهم، كما قال في سورة البقرة لأهل العجل:{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}[البقرة: ٩٣] (٣) وهذا قول ابن زيد (٤) والضحاك (٥).
وقوله تعالى:{إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ}، قال ابن عباس:(يريد الموت)(٦)، وقال الضحاك: (يقول: لا يزالون في شك منه إلى
(١) انظر: النسخة الأزهرية ١/ ١٣٢ أوقد قال في هذا الموضع: (وقوله تعالى: (ولا يزالون) يعني مشركي مكة، وهو فعل لا مصدر له يقال: ما يزال يفعل كذا أو لا يزال، ولا يقال منه فاعل ولا مفعول، ومثله من الأفعال كثير .. ومعنى (لا يزالون): أي يدومون، وكأن هذا مأخوذ من قولهم: زال عن الشيء، أي تركه، فقولك: ما زال يفعل كذا، أي لم يتركه). (٢) في (ح): (بنيان). (٣) رواه بنحوه الثعلبي ٦/ ١٥٠ أ، والبغوي ٤/ ٩٧، ورواه مختصرًا من رواية علي بن أبي طلحة الوالبي الإمام ابن جرير ١١/ ٣٣، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٨٤، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٢٦٢. (٤) رواه ابن جرير ١١/ ٣٤، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٨٤. (٥) ذكره مختصرًا الماوردي في "تفسيره" ٢/ ٤٠٥، والمؤلف في "الوسيط" ٢/ ٥٢٥، والقرطبي في "تفسيره" ٨/ ٢٦٦، وأشار إليه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٨٥. (٦) رواه ابن جرير ١١/ ٣٣، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٨٥، والبيهقي في دلائل النبوة ٥/ ٢٦٢.