وقال أهل التفسير:(نزلت في قوم من المؤمنين، كانوا تخلفوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن (٣) غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك، وتذمموا، وقالوا نكون في الكن (٤) والظلال مع النساء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الجهاد، والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو يطلقنا ويعذرنا، فأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد، فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقسم لا يطلقهم ولا يعذرهم حتى يؤمر بذلك، فأنزل الله هذه الآية، فأطلقهم وعذرهم) (٥).
وقوله تعالى:{خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا}، قال ابن عباس:(يريد نية صادقة وبراءة من النفاق)(٦)، وقال الكلبي:{اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} يعني التخلف عن الغزو، و {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا} يعني التوبة، {وَآخَرَ سَيِّئًا} تقاعدهم عن الغزو) (٧).
(١) في (ى): (معروفه)، وهو خطأ. (٢) انظر: "المفردات في غريب القرآن" ص٣٣٢، و"لسان العرب" (عرف) ٥/ ٢٨٩٩، والقول بنصه للزهري كما في "زاد المسير" ٣/ ٤٩٥. (٣) في (ح): (في). (٤) الكن: البيت ووقاء كل شىء وستره. انظر: "القاموس المحيط"، فصل الكاف، باب: النون. (٥) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ١/ ٢/ ٢٨٦، وابن جرير ١١/ ١٢ - ١٣، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٧٢، و"دلائل النبوة" للبيهقي ٥/ ٢٧٢، و"أسباب النزول" للمؤلف ص ٢٦٣، و"لباب النقول" ص ١٢٣، ١٢٤. (٦) لم أقف عليه. (٧) ذكره الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٢١٢ بنحوه.