ومثل هذا روي عن أبي بكر الصديق وعلي (٢) رضي الله عنهما.
والأكثرون من أهل التفسير تكلموا في معاني هذه الحروف واستنبطوا لها وجوها من التأويل (٣)، وقالوا: لا يجوز أن يلغى شيء من كتاب الله تعالى، لأنه قال:{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}[الشعراء: ١٩٥].
فيروى عن ابن عباس في {الم} ثلاثة أوجه (٤):
أحدها: أن الله تعالى أقسم بهذه الحروف، أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد الكتاب الذي عند الله، لا شك فيه (٥).
(١) قال الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢٥، قال داود بن أبي هند: كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور، فقال: يا داود: إن لكل كتاب سرا وإن سر القرآن فواتح السور، فدعها وسل عما سوى ذلك. وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في (الدر) وعزاه لابن المنذر، وأبي الشيخ، ابن حبان في "التفسير". "الدر" ١/ ٥٦، وذكره الطبري ولم يعزه لأحد ١/ ٨٨، وذكره أبو الليث عن الشعبي١/ ٨٧، والزجاج في "المعاني" ١/ ١٩، وانظر: القرطبي ١/ ١٣٣، ١٣٤. وقد روي عن الشعبي أنه فسرها: بأنها من أسماء الله. كما في الطبري ١/ ٨٧، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٣٣، وذكره الأزهري في "التهذيب" ١/ ٩٠. (٢) انظر أقوالهم في "تفسير الثعلبي" ١/ ٤٠/ أ، و"القرطبي" ١/ ١٣٤، و"ابن كثير" ١/ ٣٨. روي عن علي: أنها اسم الله الأعظم. انظر: "تفسير أبي الليث" ١/ ٨٧، و"ابن عطية" ١/ ١٣٨، و"ابن كثير" ١/ ٣٩. (٣) انظر: الطبري ١/ ٨٦ - ٩٣، و"ابن عطية" ١/ ١٤٠، و"البحر المحيط" ١/ ٣٥، و"القرطبي" ١/ ١٥٥. (٤) انظر. "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٩، ٢٠، "تهذيب اللغة" ١/ ٨٨. (٥) بهذا اللفظ ذكره الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ١٩، والأزهري في "تهذيب اللغة" ١/ ٨٨، وأبو الليث ونسبه للكلبي١/ ٨٧. وأخرج ابن جرير بسنده عن ابن عباس قال: هو قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله، وذكره السيوطي في "الدر" =