وقال ابن الأعرابي:(يقال: لي في هذا الأمر عُذر وعذرى ومعذرة, أي: خروج من الذنب)(١).
قال أبو علي:(لم يريدوا أن يعتذروا عذرًا مستأنفًا من أمر ليموا عليه، ولكنهم قيل لهم {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا}؟ فقالوا:{مَعْذِرَةً} أي: موعظتنا معذرة (٢)، ومن نصب {مَعْذِرَةً}(٣) فقال سيبويه (٤): "لو قال رجل لرجل: معذرةً إلى الله، وإليك من كذا وكذا لنصب (٥) ") (٦).
قال الزجاج (٧): (المعنى: نعتذر معذرةً).
(١) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٣٦٥ (عذر). (٢) هذا قول سيبويه في "الكتاب" ١/ ٣٢٠، وحكاه الفارسي في "الحجة" عنه أيضًا ٤/ ٩٨، وهذا التوجيه على قراءة الرفع عندهما. (٣) قرأ حفص عن عاصم: {مَعْذِرَةً} بالنصب وقرأ الباقون بالرفع، انظر: "السبعة" ص ٢٩٦، و"المبسوط" ص ١٨٦، و"التذكرة" ٢/ ٤٢٧، و"التيسير" ص ١١٤، و"النشر" ٢/ ٢٧٢. (٤) "الكتاب" ١/ ٣٢٠، وانظر: "الإيضاح" لابن الأنباري ٢/ ٦٦٨. (٥) في (ب): (وكذا النصب)، وهو تحريف. (٦) "الحجة" لأبي علي ٤/ ٩٨، وعليه قراءة الرفع خبر لمبتدأ مضمر أي: موعظتنا معذرة، وعلى قراءة النصب مفعول لأجله، أي: وعظناهم لأجل المعذرة، أو على المصدر أي: نعتذر معذرة، وانظر: "معاني القراءات" ١/ ٤٢٧، و"إعراب القراءات" ١/ ٤١٠، و"الحجة" لابن خالويه ص ١٦٦، و"الحجة" لابن زنجلة ص ٣٠٠، و"الكشف" ١/ ٤٨١، و"الدر المصون" ٥/ ٤٩٥. (٧) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٨٦، وفيه قال: (ويجوز النصب على معنى يعتذرون معذرة) وانظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٩٨، و"تفسير الطبري" ٩/ ٩٣، و"إعراب النحاس" ١/ ٦٤٥، و"تفسير المشكل" ١/ ٣٠٤ , و"البيان" ١/ ٣٧٦، و"التبيان" ١/ ٣٩٤، و"الفريد" ٢/ ٣٧٦.