فأما التفسير: فقال ابن عباس (١)، والحسن (٢)، وابن زيد (٣): (مغشيًّا عليه). وقال قتادة:(ميتًا)(٤).
والذي يدل على صحة قول ابن عباس قوله:{فَلَمَّا أَفَاقَ}.
قال الزجاج:(ولا يكاد يقال للميت: قد أفاق من موته، ولكن يقال للذي يغشى عليه والذي قد ذهب عقله: قد أفاق من علته؛ لأن الله عز وجل قال في الذين ماتوا:{ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ} (٥)[البقرة: ٥٦].
وقوله تعالى:{سُبْحَانَكَ}. أي: تنزيهًا لك (٦) من السوء. {تُبْتُ إِلَيْكَ}. أي: من مسألتي الرؤية. قاله (٧) الكلبي (٨) ومجاهد (٩)، والمعنى: من مسألتي الرؤية في الدنيا؛ لأن هذه القصة وقعت من مسألته الرؤية في
(١) أخرجه الطبري ٩/ ٥٣، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٦١ من طرق جيدة. (٢) ذكره الماوردي ٢/ ٢٥٨، وابن الجوزي ٣/ ٢٥٧ عن ابن عباس والحسن وابن زيد، وذكره البغوي ٣/ ٢٧٨ عن ابن عباس والحسن. (٣) أخرجه الطبري ٩/ ٥٣ بسند جيد. (٤) أخرجه الطبري ٩/ ٥٣، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٦١ بسند جيد، وذكر النحاس في "معانيه" ٣/ ٧٥ عن قتادة أنه قال: (أي: مغشيًا عليه) اهـ. (٥) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٧٣ ومثله ذكر الأزهري في "تهذيب اللغة" ٢/ ٢٠١٨ (صعق)، وهذا القول أظهر وهو اختيار الجمهور، قال ابن الأنباري في "الزاهر" ٢/ ١٢١: (فيه قولان: أحدهما: قد غُشي عليه، والقول الآخر قد مات. والأول هو الكثير المشهور) اهـ. وانظر: "تفسير غريب القرآن" ص ١٨٠، والطبري ٩/ ٥٣، وابن عطية ٦/ ٧١، وابن الجوزي ٣/ ٢٥٧، والرازي ١٤/ ٢٣٥. (٦) انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٣٧٤. (٧) في (ب): (قال)، وهو تحريف. (٨) "تنوير المقباس" ٢/ ١٢٥. (٩) أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" ص ١١٣، عبد الرزاق ١/ ٢/٢٣٨، والطبري ٩/ ٥٥، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٦٢ من طرق جيدة.