قال ابن عباس:(يريد: مواعيد ربك التي لا خلف فيها ولا ناقض لها (١). ونحو ذلك قال الزجاج (٢) وغيره: (يعني: ما وعدهم الله من إهلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض).
قال مقاتل:(وهي الكلمة التي في القصص: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {يَحْذَرُونَ} (٣)[القصص: ٥, ٦] وقال أهل المعاني: (معنى تمام الكلمة الحسنى: إنجاز الوعد الذي (٤) تقدم بإهلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض، وإنما كان الإنجاز تمامًا (٥) للكلام لتمام (٦) النعمة به، وإنما قيل:{الْحُسْنَى} لأنه وعد بما يحبون) (٧).
وقوله تعالى:{بِمَا صَبَرُوا}. قال ابن عباس:(يريد: على عذاب فرعون وصنيعه بهم)(٨)، وهذا إخبار عن حسن عاقبة الصبر على الحق.
(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٣١. (٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٧١ وهو قول الطبري ٩/ ٤٤، وأخرجه بسند جيد عن مجاهد. (٣) "تفسير مقاتل" ٢/ ٥٩، وقال النحاس في "معانيه" ٣/ ٧٢ - ٧٣: (قيل: يعني بالكلمة: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ} [الأعراف: ١٢٩]) اهـ. (٤) في أصل (أ): (التي ثم صحح إلى الذي). (٥) في (أ): (تمام). (٦) لفظ: (لتمام) ساقط من (ب). (٧) انظر: "تفسير الماوردي" ٢/ ٢٥٤، والرازي ١٤/ ٢٢٢ (٨) "تنوير المقباس" ٢/ ١٢٣، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢٣١ بلا نسبة.