وقال أيضًا لقوم رفعوا أصواتهم بالدعاء:"إنكم لستم تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا، إنه معكم"(١).
وقال الحسن:(إن الله يحب القلب النقي والدعاء الخفي، ولقد أثنى علي زكريا فقال:{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}[مريم: ٣]، وبين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفًا , ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء و (٢) ما يُسمع لهم صوت، إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله يقول:{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}(٣). وقال الزجاج في قوله {وَخُفْيَةً}(أي: واعتقدوا عبادته في أنفسكم؛ لأن الدعاء معناه: العبادة)(٤).
= رقم ١١٨، وابن أبي شيبة ٦/ ٨٦ (٢٩٦٥٤)، وأحمد في "المسند" ٣/ ٤٤، و"الزهد" ص ١٦، وابن حبان في "صحيحه" ٢/ ١٢٥ رقم ٧٩٧، وابن السني في "القناعة" ص ٢٦ - ٢٧ رقم ٢٨ - ٢٩ بسند ضعيف عن سعد بن أبي وقاص، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي" اهـ. وفيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة لين الحديث، كثير الإرسال. انظر: "تهذيب التهذيب" ٣/ ٦٢٧، وانظر: "المفاسد الحسنة" للسخاوي ص ٢٤٧. (١) أخرجه البخاري رقم (٢٩٩٢) كتاب الجهاد والسير، باب: ما يكره من رفع الصوت في التكبير، ومسلم كتاب الذكر والدعاء، باب: استحباب خفض الصوت بالذكر رقم (٢٧٠٤)، عن أبي موسى الأشعري قال: (كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فجعل الناس يجهرون التكبير فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعا قريبًا وهو معكم") اهـ. (٢) لفظ: (الواو) ساقط من (ب). (٣) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" ص ٤٥ - ٤٦، والطبري في "تفسيره" ٨/ ٢٠٦، ٢٠٧ بسند جيد، وأخرجه وكيع في "الزهد" ٢/ ٦١٦، وابن أبي شيبة ٦/ ٨٧ (٢٩٦٦٢)، بلفظ: (كانوا يجتهدون في الدعاء ولا تسمع إلا همسًا) اهـ. (٤) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤٤، ونحوه قال النحاس في "معانيه" ٣/ ٤٣.