ابن السكيت:(يقال: جاء فلان سادسًا، وساديًا، وساتًّا؛ فسادس على لفظ السُّدس، وساتّ على لفظ ستَّة أدغموا الدال في السين فصارت تاء مشددة، ومن قال ساديًا أبدل من السين ياء)(١).
قال أهل التفسير:(قوله {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، أراد: في مقدار ستة أيام؛ لأن اليوم من لدن طلوع الشمس إلى غروبها، فكيف [يكون] (٢) يوم ولا شمس ولا سماء؟ وهذا كقوله:{وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}[مريم: ٦٢] على مقادير البكرة والعشي في الدنيا؛ إذ لا ليل ثم ولا نهار (٣)، فإن قيل: لأي علة {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، ولو خلقهن في طرفة عين كان أدل على نفاذ قدرته، والله تعالى يقول:{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}[القمر: ٥٠]، والجواب: ما قال سعيد بن جبير: (قدر الله على خلق السموات والأرض في لمحة ولحظة، وإنما خلقهن في ستة أيام تعليمًا لخلقه الرفق والتثبت في الأمور)(٤).
وقال أهل المعاني: (إن تدبير الحوادث على إنشاء شيء بعد شيء
(١) "إصلاح المنطق" ص ٣٠١، و"تهذيب اللغة" ٢/ ١٦٢٣. وانظر: "الصحاح" ١/ ٢٥١ (ستت)، و"المفردات" ص ٤٠٣ (سدس)، و"اللسان" ٤/ ١٩٣٥ (ستت). (٢) لفظ: (يكون) ساقط من (ب). (٣) قال ابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ٢١١: (أي في مقدار ذلك ولم تكن الشمس حينئذ، قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وكعب: مقدار كل يوم من تلك الأيام ألف سنة. ولا نعلم خلافًا في ذلك) اهـ. بتصرف. وانظر: "تفسير السمرقندي" ١/ ٥٤٥، والبغوي ٣/ ٢٣٥، وابن عطية ٥/ ٥٢٥، والرازي ١٤/ ١١٨، والقرطبي ٧/ ٢١٩. (٤) ذكره الثعلبي في "الكشف" ١٩١ أ، والبغوي ٣/ ٢٣٥، و"الخازن" ٢/ ٢٣٧.