الشيئين، قال الكلبي:(يعني: بين أهل الجنة وأهل النار، (حجاب) سور) (١) وهو الأعراف التي قال الله تعالى: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ} ولذلك عُرِّفت الأعراف لأنه عُني بها الحجاب المذكور (٢) في قوله: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ}.
وقوله تعالى:{وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ}، {الْأَعْرَافِ} جمع: عُرْف (٣)، وهو كل عالٍ مرتفع، ومنه عُرف الفرس، عُرف الديك، وكل مرتفع من الأرض عُرف، وذلك لأنه بظهوره أعرف مما انخفض منه (٤)، قال عطاء عن ابن عباس:({وَعَلَى الْأَعْرَافِ} يريد: سور الجنة، وهو سور بين الجنة والنار)(٥). وروى أيضًا عنه أنه قال:(الأعراف شرف الصراط)(٦).
واختلفوا في الرجال الذين هم على الأعراف؛ فقال ابن عباس
(١) "تنوير المقباس" ٢/ ٩٦ وهو قول أهل التفسير. انظر: الطبري ٨/ ١٨٨، والسمرقندي ١/ ٥٤٢، والماوردي ٢/ ٢٢٥، وابن عطية ٥/ ٥١٢، والبغوي ٣/ ٢٣١، وابن الجوزي ٣/ ٢٠٤، والرازي ١٤/ ٨٦. (٢) انظر: "الدر المصون" ٥/ ٣٢٨ حيث نقل قول الواحدي. (٣) هذا قول الأزهري في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٤٠٥، وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢١٥، و"تفسير غريب القرآن" ص ١٧٨، و"تفسير المشكل" ص ٨٤. (٤) انظر: "العين" ٢/ ١٢١، و"الجمهرة" ٢/ ٧٦٦، و"الصحاح" ٤/ ١٤٠٠، و"المجمل" ٣/ ٦٦١، و"المفردات" ص ٥٦١، و"اللسان" ٥/ ٢٩٠١ (عرف). (٥) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٢٩، والطبري ٨/ ١٨٨، ١٨٩، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٨٣، والأزهري في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٤٠٥ (عرف) من عدة طرق جيدة، وقال الرازي في "تفسيره" ١٤/ ٨٧: (الذي عليه الأكثرون أن المراد من الأعراف أعالي ذلك السور المضروب بين الجنة والنار وهذا قول ابن عباس) اهـ. (٦) ذكره الرازي في "تفسيره" ١٤/ ٨٧، والقرطبي ٧/ ٢١٣، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٢٩ - ٢٣٠، والطبري ٨/ ١٨٩، وابن أبي هاشم ٥/ ١٤٨٣ بسند جيد عن ابن عباس قال: (الأعراف الشيء المشرف)، وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ١٦٠.