وهذا أيضًا قول الكسائي (١)، ونحو هذا قال الزجاج: فقال: (معنى {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} إلغاء لا وهي مؤكدة؛ المعنى: ما منعك أن تسجد، قال (٢) ومثل إلغاء (لا) قول الشاعر (٣):
أَبَى جُوُده لا البُخْلَ وَاسْتَعْجَلَتْ بِهِ ... نَعَمْ مِنْ فَتًى لا يَمْنع الجودَ قَاتِلُهْ
قالوا: معناه: أبى جوده البخل (٤).
[قال: وقال أبو عمرو بن العلاء: الرواية أبى جوده لا البخلِ](٥) والذي قاله أبو عمرو حسن، المعنى: أبى جوده (لا) التي تبخِّل الإنسان كأنه إذا قيل له: (لا) تسرف و (لا) تبذر مالك أبي جوده (٦) هذه واستعجلت به (نعم) فقال: نعم، أفعل ولا أترك الجود، وهذان القولان في البيت هما قول العلماء) (٧).
(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٦١، وابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ١٧٣، والرازي في "تفسيره" ١٤/ ٣١، وقال: (هو قول الأكثرين) اهـ. ومهم أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٢١١، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ١/ ١٧٦، و"تأويل المشكل" ص ٢٤٤، والنحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٦٠١، ٦٠٢، ومكي في "المشكل" ١/ ٢٨٤. (٢) في (ب): وقال مثل إلغاء. (٣) الشاهد مشهور لا يعرف قائله، وقد تقدم تخريجه. (٤) في (ب): (أبي جوده لا البخل) وهو تحريف. (٥) في (أ): (لا البخل) وهو تحريف. ما بين المعقوفين ساقط من (ب). (٦) في "معاني الزجاج" ٢/ ٣٢٣، (أبي جوده (لا) هذه). (٧) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٢٣.