فالعالمون على هذا هم من يعقل، قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير: هم الجن والإنس (١).
واختاره أبو الهيثم (٢) والأزهري (٣)، واحتجوا بقوله:{لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[الفرقان: ١] وإنما بعث محمد نذيرا للجن والإنس (٤). وقال الحسين بن الفضل وأبو معاذ (٥) النحوي: هم بنو آدم (٦)، لقوله: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (١٦٥)} [الشعراء: ١٦٥].
وقال الفراء (٧) وأبو عبيدة: هو عبارة عما يعقل، وهو أربع أمم:
(١) أخرجه الطبري بسنده. قال شاكر: إسناه حسن. "تفسير الطبري" ١/ ١٤٤ (ط. شاكر)، وابن أبي حاتم. وقال المحقق: (إسناده ضعيف)، "تفسير ابن أبي حاتم" رسالة دكتوراه ١/ ١٥٤، والحاكم في "المستدرك"، وقال بعده: ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند. ووافقه الذهبي، "المستدرك"، كتاب التفسير تفسير سورة الفاتحة ٢/ ٢٥٨، وانظر: "الدر المنثور" ١/ ٣٦. (٢) انظر: الثعلبي ١/ ٢٦/ أ. (٣) انظر: "تهذيب اللغة" (علم) ٣/ ٢٥٥٤. (٤) "التهذيب" (علم) ٣/ ٢٥٥٤. (٥) أبو معاذ النحوي المقرئ اللغوي، له عناية باللغة والقراءات. انظر مقدمة "تهذيب اللغة" ١/ ٤٤، "إنباه الرواة" ١٧٩. (٦) قال الثعلبي في "تفسيره" (قال أبو معاذ النحوي: هم بنو آدم .. وقال الحسين بن الفضل: (العالمون): الناس واحتج بقوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} "تفسير الثعلبي" ١/ ٢٦/ أ. (٧) أبو زكرياء يحي بن زياد الديلمي الفراء، كان أبرع أهل الكوفة في النحو، له كتب من أشهرها معاني القرآن، توفي سنة سبع ومائتين. انظر ترجمته في "طبقات النحويين واللغويين" للزبيدي ص ١٣١، "تاريخ بغداد" ١٤/ ١٤٩، "اللباب" ٢/ ٤١٤، "إنباه الرواة" ٤/ ١.