وقوله تعالى:{فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ} معناه ما ذكرنا عن ابن عباس (١): أنه كان إذا اختلط شيء مما جعلوه لله بما جعلوه للأوثان لم يخرجوه ولم يردوه، وإذا كان على الضد ردّوه.
وقال الحسن (٢) والسدّي (٣): (هو أنه إذا هلك الذي لأوثانهم أخذوا بدله مما لله، ولا يفعلون مثل ذلك فيما لله عز وجل).
وقال مجاهد:(هو أنه إذا انفجر من سقي ما جعلوه للشيطان في نصيب الله سدوه، وإن كان على ضد ذلك تركوه)(٤)، وزاد قتادة:(إذا أصابتهم السنة استعانوا بما جزءوا لله ووفروا ما جزءوا لشركائهم)(٥)، وزاد مقاتل:(وإن زكا ونما نصيب الآلهة ولم يترك نصيب الله تركوه للآلهة وقالوا: لو شاء الله زكا نصيبه، وإن زكا نصيب الله ولم يترك نصيب الآلهة قالوا: لا بد لآلهتنا من نفقة فأخذوا نصيب الله فأعطوه السدنة، فذلك قوله:{فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ} يعني: من تمام الحرث والأنعام {فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ} يعني: إلى المساكين)(٦)، وإنما قال:{إِلَى اللَّهِ} لأنهم كانوا يفرزونه لله ويسمونه نصيب الله {وَمَا كَانَ لِلَّهِ} من التمام فهو يصل إلى
(١) سبق تخريجه (٢) ذكره هود الهواري في "تفسيره" ١/ ٥٦٢، والماوردي ٢/ ١٧٤، والواحدي في "الوسيط" ١/ ١٢٤، وابن الجوزي ٣/ ١٢٩. (٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ٤٠١، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٩٠، بسند جيد. (٤) "تفسير مجاهد" ١/ ٢٢٣، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ٤٠ - ٤١، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٩١، بسند جيد. (٥) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢١٨ - ٢١٩، والطبري ٨/ ٤١، بسند جيد. (٦) "تفسير مقاتل" ١/ ٥٩١.