وقوله تعالى:{بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}. قال الكلبي:(يقول: لم يكن ليهلكهم بذنوبهم من قبل أن يأتيهم رسلهم فينهاهم فإن رجعوا وإلا أتاهم العذاب)(٢).
وقال الزجاج:(أي: لا يهلكهم حتى يبعث إليهم الرسل كما قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[الإسراء: ١٥] (٣)، وهذا قول جميع المفسرين (٤) والظلم على هذا ظلمهم الذي هو ذنوبهم ومعاصيهم.
وقال الفراء:(يجوز أن يكون المعنى: لم يكن ليهلكهم [بظلم منه وهم غافلون، كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ (٥)] وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود:١١٧] أي بظلم منه) (٦).
(١) "ديوان الأعشى" ص ٢٨٤، و"الكتاب" ٢/ ١٣٧، ٣/ ٧٤ - ١٦٤ - ٤٥٤، و"المحتسب" ١/ ٣٠٨، و"المنصف" ٣/ ١٢٩، و"أمالي" ابن الشجري ٢/ ١٧٧ - ١٧٨، و"الإنصاف" ١٦٧، وبدون نسبة في "المقتضب" ٣/ ٩، و"تفسير الطبري" ٨/ ١٨٥، و"الخصائص" ٢/ ٤٤١، و"رصف المباني" ص ١٩٦. والشاهد إضمار اسم أن المخففة والتقدير: أنه هالك، وعجز البيت في الديوان: أَنْ لَيْسَ يَدْفَعُ عَنْ ذِي الحِيلَةِ الحِيلُ (٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٢١، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٩٠، و"الخازن" ٢/ ١٨٥. (٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٩٣. (٤) انظر: الطبري ٨/ ٣٧، والسمرقندي ١/ ٥١٤، والماوردي ٢/ ١٧٢، و"بدائع التفسير" ٢/ ١٨٣ - ١٨٤. (٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ش) وملحق بالهامش. (٦) انظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٥٥، وفيه قال: (وقوله: {مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} يقول: لم يكن ليهلكهم بظلمهم وهم غافلون لما يأتيهم رسول ولا =