رؤساء فاتبعوا، فكان الله تعالى أعلم حيث جعل الرسالة ليتيم أبي طالب دون أبي جهل والوليد بن المغيرة، وأكابر مكة) (١).
وقوله تعالى:{سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ}، الصغار (٢) الذل الذي يصغر إلى المرء نفسه، قال الليث:(يقال من الصغر ضد الكبر: صَغُر (٣) يَصْغُر صِغَرًا، فهو صغير، وأما الصَّغار فهو مصدر الصغير في القَدْر، يقال منه: صَغِر (٤) يَصْغَر وصَغِر يَصغُر صَغَرًا وصَغَارًا، فهو صاغِرٌ، ويقال أيضًا في المصدر: صَغَرًا (٥) وهو الذل، والصاغِرُ: الراضي بالذل، والصُّغرِ) (٦).
[قال أبو إسحاق](٧) (أي: هم وإن كانوا أكابر في الدنيا فسيصبهم
(١) هذا قول الزجاج في "معانيه" ٢/ ٢٨٩، وحكاه الواحدي في "الوسيط" ١/ ١١٤، وابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ١١٨، و"الخازن" ٢/ ١٨٠، عن أهل المعاني. (٢) انظر: "الجمهرة" ٢/ ٧٣٩، و"البارع" ص ٢٩٣، و"الصحاح" ٢/ ٧١٣، و"المجمل" ٢/ ٥٣٤، و"المفردات" ص ٤٨٥ (صغر). (٣) صَغُر: بفتح الصاد، وضم الغين، يَصْغُر: بضم الغين. صِغَرًا: بكسر الصاد، وفتح العين. انظر: "العين" ٤/ ٣٧٢. (٤) صَغِر: بفتح الصاد وكسر الغين. يَصْغَر: بفتح الغَين. وصَغِر: بفتح الصاد وكسر الغين. يصغرُ: بضم الغين. صُغْرًا: بالفتح. وصغارًا: بالفتح. (٥) يقال: صغر يصغر: بضم الغين. صغرًا: بضم الصاد وسكون الغين، ويقال: صَغر يصغَر: بفتح الغين. صِغْرًا: بكسر الصاد، وسكون الغين. ويقال: صَغُر: بضم الغين وفتحها، من الذل. انظر: "اللسان" ٤/ ٢٤٥٣ (صغر)، و"الدر السمين" ٥/ ١٤٠. (٦) "تهذيب اللغة" ٨/ ٢٣ - ٢٤، وفيه قال الليث: (يقال: صَغر يَصْغَر صَغَرًا وصَغَارًا، فهو صاغر، إذا رضي بالضيم وأقرَّ به. ويقال: من الصغر ضد الكبر. صَغُر يَصْغُر صِغَرًا، وأما الصَّغَار فهو مصدر الصغير في القدر) اهـ. (٧) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).