وفي الحِلْم إدْهان وفي العَفو دُرْسة ... وفي الصِّدق مَنْجاةُ من الشر فاصدْق (١)
قال: الدُّرْسةُ: الرياضة، ومنه درست السورة حتى حفظتها) (٢)، وهذا القول قريب مما قاله الأصمعي بل هو نفسه، لأن المعنى فيهما يعود إلى التذليل والتليين (٣).
قال ابن عباس:{وَلِيَقُولُوا}(يعني: أهل مكة حين تقرأ عليهم القرآن {دَرَسْتَ} يقولون: تعلمت من يسار (٤)[أبي فكيهة](٥) وجبر (٦) مولى قريش، وقرأت علينا تزعم أنه من عند الله) (٧)، وفي قول ابن عباس تعلّمت
(١) "ديوانه" ص ٢٥٢، و"تهذيب اللغة" ٢/ ١١٧٤، و"اللسان" ٣/ ١٣٦٠ مادة (درس)، وفي الديوان: (وفي العفو دربة) بدل (درسة)، وعليه فلا شاهد فيه. (٢) "تهذيب اللغة" ٢/ ١١٧٤. (٣) نقله الرازي في "تفسيره" ١٣/ ١٣٥ عن الواحدي. (٤) يسار أبو فكيهة مولى صفوان بن أمية، عبد نصراني عالم بالكتب المتقدمة أسلم بمكة وزعمت قريش أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعلم منه. انظر: "السيرة" لابن هشام ١/ ٤٢٠، و"تفسير مبهمات القرآن" للبلنسي ١/ ١١٦، ٢٦٨، و"الإصابة" ٤/ ١٥٦. (٥) في النسخ: (يسار بن فكيهة) ثم صحح في (أ) إلى (أبي)، وهو الصواب. (٦) جبر مولى بني عبد الدار نصراني أو يهودي قرأ الكتب المتقدمة، وأسلم بمكة وزعمت قريش أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعلم منه. انظر: "السيرة" لابن هشام ١/ ٤٢٠، و"تفسير القرطبي" ٧/ ٥٨، و"تفسير مبهمات القرآن" ١/ ١١٦، و"الإصابة" ١/ ٢٢١. (٧) "تنوير المقباس" ٢/ ٤٩ - ٥٠، وذكر الواحدي في "الوسيط" ١/ ٩٦، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٧٥، و"الخازن" ٢/ ١٦٩، وأخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ٣٠٥ - ٣٠٨، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٦٥، من عدة طرق جيدة عن ابن عباس قال: (قرأت وتعلمت تقول ذلك قريش) ا. هـ. وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٧٠.